فالعقيدة على منهج السلف الصالح:
لها مميزات وخصائص فريدة تُبيِّن قيمتها، وضرورة التمسك بها، ومن أَهم هذه المميزات: أَوَلا- أنها السبيلُ الوحيدُ للخلاص من التفرق والتحزب، وتوحيد صفوف المسلمين عامة، والعلماء والدعاة خاصة؛ حيث هي وحي الله تعالى وهدي نبيِّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وما كان عليه الرَّعيل الأَول الصحابة الكرام، وأَي تجمع على غيرها مصيره- كما نشاهده اليوم من حال المسلمين- التفرق، والتنازع، والإِخفاق، قال الله ﵎:
﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥] (١) .
ثانيا- أنها تُوحِّدُ وتُقوِّى صفوفَ المسلمين، وتجمع كلمتهم على الحق وفي الحق؛ لأنَها استجابة لقول الله ﵎: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣] (٢) ولذا فإِنَّ من أَهم أَسباب اختلاف المسلمين اختلاف مناهجهم وتعدد مصادر التلقِّي عندهم، فتوحيد مصدرهم في العقيدة