58

The Commentary on the Perfect Rules

التعليق على القواعد المثلى

Daabacaha

دار التدمرية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Noocyada

- كالسمع والبصر - وأضدادها، وأما الله - تعالى - فلا تجوز عليه أضدادها، واتصافه ﷾ بصفات الكمال يقتضي تأليهه وحده لا شريك له، فهو الخالق ولا خالق سواه، وهو المالك لكل شيء، وهو القادر على كل شيء، وهو العالي على كل شيء، وهو السميع الذي سَمْعُهُ وَسِعَ الأصواتَ كلها، وبصره نافذ في جميع المخلوقات، وأما ما سواه فهو مربوب مخلوقٌ مُدَبَّرٌ، عَبْدٌ فقير. والله - تعالى - كما وصف نفسه بصفات الكمال: نَزَّهَ نفسه عن أضدادها، فنزه نفسه عن الموت والسِّنَةِ والنوم لأنها تضاد كمال حياته، ونَزَّه نفسه عن الصاحبة والولد لأن ذلك ينافي كمال غناه وصمديته وأحديته، ونَزَّهَ نفسه عن الضلال والنسيان والغفلة لأن ذلك ينافي كمال علمه، ونزه نفسه عن الظلم لأن ذلك ينافي كمال العدل. وكل نفي في صفات الله فإنه يتضمن كمالًا، وكل إثبات فإنه يتضمن تنزيهًا. والنفي والتنزيه جاء مجملًا ومفصلًا فقوله: " سبحان الله عما يصفون " [المؤمنون: ٩١] تنزيهٌ لله عن كل ما يصفه به الجاهلون والمفترون. أما صفاته التي تكون نقصًا وتكون كمالًا - كما قال الشيخ -، فله - تعالى - من ذلك الكمال؛ فالمكر والخداع يكون كمالًا ومحمودًا إذا وقع على من يستحقه، يقول تعالى: " ومكروا مكرا ومكرنا مكرا " [النمل: ٥٠]، وقال تعالى: " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله " [الأنفال: ٣٠]، والله - تعالى - يمكر حقيقة ليس كما يقول بعض المفسرين: إن هذا على سبيل المشاكلة اللفظية فقط (١)، فالله

(١) تفسير البيضاوي (٢/ ٤٤)، وتفسير أبا السعود (٤/ ١٩)، وفتح القدير (١/ ٣٤٤) وغيرها.

1 / 64