The Commentary on the Perfect Rules
التعليق على القواعد المثلى
Daabacaha
دار التدمرية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Noocyada
والمحسن؛ قد ورد في بعض الأحاديث (١)، وهو من جنس المنعم، فالمحسن مطلقًا هو الله - تعالى -، فهو المنعم بجميع النعم، وهو المحسن إلى عباده بكل أنواع الإحسان.
وبهذا الاعتبار تكون الأسماء كثيرة جدًا فيدخل في ذلك الرفيق " إن الله رفيق " (٢)، والجميل (٣)، والمسعر: " إن الله هو المسعر، القابض،
(١) جاء ذكر المحسن في أربعة أحاديث:
الأول: عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا؛ فإن الله محسنٌ يحب المحسنين ".
أخرجه ابن أبي عاصم في الديات (ص ٥٢)، وابن عدي في الكامل (٦/ ١٣٣)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ٧٦ وَ٧/ ٣٨).
الحديث الثاني: عن شداد بن أوس ﵁ قال: حفظت من رسول الله ﷺ اثنتين، قال: " إن الله محسن، يحب الإحسان إلى كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتل ... ".
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٨٦٠٣)، وإسماعيل القاضي في جزء أحاديث أيوب (رقم ٣٦) وقال: إسناده كلهم ثقات ما عدا الحماني.
الحديث الثالث: عن ثوبان ﵁ مرفوعًا بمثل حديث شداد.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٢٦٨٩).
الحديث الرابع: عن سمرة ﵁ مرفوعًا: " إن الله ﷿ محسنٌ؛ فأحسنوا ... ".
أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٤٢٦).
وانظر: العلل لابن أبي حاتم (٤/ ٥١٨ / مسألة: ١٦٠٩)، والإرواء (٧/ ٢٩٣)، والصحيحة (٤٧٠).
وقد عدَّ (المحسن) من أسماء الله: القرطبي، وابن القيم، وابن عثيمين ﵏.
انظر: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى (١٦٥)، والفوائد العلمية من الدروس البازية (٢/ ٢٠).
(٢) أخرجه البخاري (٦٩٢٧) وفي مواضع أُخَر، ومسلم (٢٥٩٣) من حديث عائشة ﵂.
(٣) لحديث عبد الله بن مسعود ﵁، عن النبي ﷺ قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر ". قال رجل: إنَّ الرجلَ يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنةً. قال: " إنَّ الله جميلٌ يحبُّ الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس ". أخرجه مسلم في صحيحه (٩١).
وانظر لبيان معاني هذا الحديث: الفوائد، لابن قيم الجوزية (٢٦٤ وما بعدها)، وقال في (٢٧١): والمقصود: أنَّ هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين؛ فأوَّلُهُ معرفة، وآخره سلوك؛ فيعرف الله - سبحانه - بالجمال الذي لا يماثله فيه شيءٌ، ويعبد بالجمال الذي يُحبه من الأقوال والأعمال والأخلاق ...
1 / 42