The Commentary on the Perfect Rules
التعليق على القواعد المثلى
Daabacaha
دار التدمرية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Noocyada
والشيخ ﵀ جعل أركان الإيمان بالله أربعة، وجعل أولها الإيمان بوجوده، وهذا لا نحتاج إليه إذا قررنا الثلاثة، لكن لما كان هناك - والعياذ بالله - من يجحد وجود الله ذكر بعضهم أولًا الإيمان بوجود الله، ثم من آمن بوجود الله عليه أن يؤمن بالأركان الثلاثة، لكن من آمن بأسماء الله وصفاته وآمن بربوبيته فهو مؤمن بوجوده، لأن هذه المعاني لا تتحقق إلا لموجود، فالله - تعالى - موجود وهو أكمل الموجودات، لأنه موصوف بكل كمال ومنزه عن كل نقص، ولأنه الخالق وكل ما سواه مخلوق، وهو الملك المتصرف، وهو الإله المستحق للعبادة وحده دون ما سواه.
وللناس في الإيمان بالله مذاهب وطرق:
١ - فأجهلهم وأضلهم وأكفرهم: الجاحد لوجود الله؛ وهم قلة في العالم، وحتى من يجحد وجود الله الغالب عليهم أنهم يفعلون ذلك تلبيسًا وتجاهلًا وتضليلًا، كما صنع فرعون حين قال: " وما رب العالمين " [الشعراء: ٢٣]، وقال: " ما علمت لكم من إله غيري " [القصص: ٣٨] وهذا تلبيس " فاستخف قومه فأطاعوه " [الزخرف: ٥٤]، وهو يعرف لكن وَجَدَ أقوامًا يخدعهم ويضللهم، وأخبر الله عن موسى أنه قال لفرعون: " لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض " [الإسراء: ١٠٢]، وقال تعالى: " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين " [النمل: ١٤]، وقال في الذين جحدوا الرسالة: " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " [الأنعام: ٣٣].
٢ - وهناك من يؤمن بوجود الله لكن لا يؤمن به على الوجه الصحيح الذي دلت عليه العقول والفطر والشرائع؛ فالفلاسفة يثبتون وجود الله ويسمونه العلة الأولى، لكن يقولون فيه أقوالا تناقض العقول والفطر وما جاءت به الرسل.
1 / 14