199

The Clear Statement on the Biography of the Master of the Messengers

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

Daabacaha

دار الندوة الجديدة بيروت

Goobta Daabacaadda

لبنان

Noocyada

الله ﷺ: "من لي بكعب بن الأشرف؟ " فأجابه من الأوس محمد بن مسلمة قائلا: أنا لك يا رسول الله، أنا أقتله. قال: "فافعل إن قدرت على ذلك". ففكر ابن مسلمة في هذا الأمر وأعد له عدته مع طائفة من إخوانه، فاجتمع في قتله خمسة رجال من الأوس، هم: محمد بن مسلمة، وسلمان بن سلامة أبو نائلة، وكان أخا كعب من الرضاعة، وعبدة بن بشر، والحارث بن أوس، وأبو عيسى بن جبر١. وقد ذهبوا إلى منزله واستدرجوه إلى الخارج حتى اطمأن إليهم -والحرب خدعة- ثم صاح أبو نائلة قائلا: اقتلوا عدو الله. فاختلف عليه أسيافهم حتى وقع صريع غدره وبغيه، وفي ذلك يقول القائل: وغودر منهم كعب صريعًا ... فذلت بعد مصرعه النضير وحينئذ عز على الخزرج أن يسبقهم الأوس إلى هذه التضحية، ويصلوا إلى مثل هذه الغاية دونهم، فقالوا: والله لا يذهبون بهذه فضلا علينا أبدًا، فبحثوا عن رجل من يهود بني النضير -كذلك- يوازي كعب بن الأشرف في عداوته للرسول ﷺ وللمسلمين، فوجدوا سلام بن أبي الحقيق٢ فاستأذنوا رسول الله ﷺ في قتله، فأذن لهم. وكان سلام قد رحل إلى خيبر بعد أن طرد الرسول ﷺ يهود بني النضير من ديارهم في السنة الرابعة من الهجرة، ومنذ ذلك الوقت أخذ سلام يثير النفوس ضد المسلمين حتى إنه ذهب على رأس وفد إلى مكة يحرض قريشا على قتال محمد ﷺ ويحزب الأحزاب عليه٣.

١ في البخاري ومسلم كما مضى أبو عبس بن جبر. ٢ وقيل: اسمه عبد الله أيضا، وكنيته أبو رافع. ٣ وعبارة البخاري في صحيحه ٣٨١٣ من حديث البراء: وكان أبو رافع يؤذي رسول الله ﷺ ويعين عليه.

1 / 202