213

The Call of the Righteous in the Jurisprudence of Fasting and the Virtue of Ramadan

نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان

Noocyada

إليها وقد علمت أنه لا يرد سائلًا فقال: إنما سألتها لتكون كفني فكانت كفنه (١) . * وعن ابن مسعود قال: دخل النبي ﷺ على بلال وعنده صُبرة من تمر فقال: "ما هذا يا بلال؟ " قال: أعد ذلك لأضيافك، قال: "أما تخشى أن يكون لك دخان في نار جهنم؟! أنفق بلال! ولا تخشى من ذي العرش إقالًا" (٢) . وعند الطبراني قال: "أما تخشى أن يفور له بخار في نار جهنم؟! ". وعن أنس أيضًا قال: كان رسول الله ﷺ لا يدخر شيئًا لغد (٣) . وعن سمرة بن جندب ﵁، أن رسول الله ﷺ كان يقول: "إني لألج هذه الغرفة ما ألجها إلا خشية أن يكون فيها مال فأتوفى ولم أنفقه" (٤) . قال ابن رجب: "كان جوده ﷺ كله لله وفي ابتغاء مرضاته فإنه كان يبذل المال إما لفقير أو محتاج أو ينفقه في سبيل الله أو يتألف به على الإسلام من يقوي الإسلام بإسلامه، وكان يؤثر على نفسه وأهله وأولاده فيعطي عطاء يعجز عنه الملوك مثل كسرى وقيصر ويعيش في نفسه عيش الفقراء، فيأتي عليه الشهر والشهران لا يوقدْ في بيته نار وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع، وكان قد أتاه سبي فشكت إليه فاطمة ما تلقى من خدمة البيت وطلبت منه خادمًا يكفيها مؤنة بيتها فأمرها أن تستعين بالتسبيح والتكبير والتحميد عند نومها وقال: لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم من الجوع" (٥) .

(١) "الطائف المعارف" (ص ١٧٣-١٧٤) . (٢) صحيح: رواه البزار بإسناد حسن والطبراني في "الكبير"، قاله المنذري وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" رقم (٩١٢) . (٣) صحيح: قال المنذري: رواه ابن حبان في "صحيحه"، والبيهقي، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" رقم (٩٣٠) . (٤) حسن: رواه الطبراني في "الكبير" بإسناد حسنه المنذري والألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" رقم (٩٢١) . (٥) "لطائف المعارف" (١٧٥) .

1 / 224