The Biography of the Prophet - Ragheb Al-Sergani
السيرة النبوية - راغب السرجاني
Noocyada
حال الصين قبل البعثة النبوية وبعدها
أما وضع الصين أيام رسول الله ﷺ، فقد كان فيها ثلاث ديانات: الأولى: لرجل اسمه لاوتسوا وله ديانة نظرية غير عملية، فيها بعد كامل عن النساء، وزهد كامل في الدنيا، وانعزال كامل عن المجتمع.
الثانية: لـ كنفوشيوس، ويعتبرونه من كبار الفلاسفة الصينيين، وهو صاحب مادية بحتة، وهي ديانة تعنى بقوانين وقواعد وتجارب، وتشير إلى أن الحياة بصفة عامة شيء بائس، ومن ناحية العبادة أنت حر، اعبد ما أردت: شجرة أو نهرًا، أو إلخ، فهذا أمر لا يعني كنفوشيوس.
الثالثة: لـ بوذا، وهي تعاليم أخلاقية معينة، ولكن فيها أيضًا الكثير من الانعزال عن المجتمع، والزهد في الحياة، وبعد قليل تحول بوذا من مجرد مشرع إلى معبود رسمي، صنعت له التماثيل، وظل يعبد على مدار السنين.
وإلى الآن هؤلاء الثلاثة موجودون، حتى إن صاحب كتاب (الخالدون المائة) وأعظمهم محمد ﷺ، وضعهم في الخالدين، بوذا الخامس وكنفوشيوس السادس.
بل إن مؤلف الكتاب لم يتردد أن يقول في وقاحة شديدة: إن بوذا يستحق أن يتصدر قائمة الخالدين ويسبق محمدًا ﷺ وعيسى ﵇ لولا أن أتباع بوذا الآن أقل من أتباع الرسول ﷺ وأتباع عيسى ﵇، من أجل هذا أخر بوذا إلى المرتبة الخامسة، وهذا يضمر لنا إلى أي حد أصبحت المقاييس مختلة عند أمثال هؤلاء.
2 / 7