197

The Biography of the Prophet: Methodology and Events Overview

السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها

Daabacaha

دار ابن كثير

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٠ هـ

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

* أجواء السيرة العبقة: في هذه الأجواء العبقة الندية الرخية بايات الله تعالى ووحيه ورعايته لأهل دعوته، كان ﷺ يربي الصحابة الكرام، مما علمه الله وأوحاه إليه وأعدّه له. ويأخذ بأيديهم- حسب أحوالهم واستعدادهم ونوعياتهم- إلى الأرقى والأعلى والأوفى، في سلّم الإسلام والقرب من الله تعالى ورضاه، برفق وحكمة ودراية بهم. وكان ﷺ يتولى ذلك وهم يتربون على مائدة القرآن الكريم وينهلون من ينبوعه الصافي الزّلال المثال وبه يرتقون، مقتدين برسول الله ﷺ. فكانت مجرد الإشارة تكفيهم للقيام بكل عمل وواجب ومهمة، مهما كانت شاقة وبالإشارة، بل لمجرد معرفتهم أو ملاحظتهم أو إحساسهم بتوجيه الرسول الكريم ﷺ في أي أمر من الأمور أو برغبته أو تفضيله له. فإن ذلك يقربهم إلى الله أكثر وبه يحصلون على رضاه ﷾ وبالجنة، يستجيبون له، بجد وفرح وإقبال. فانظر إلى عبد الله بن عمر، ما إن سمع قول النبي ﷺ فيه: «نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي بالليل» «١»، فكان لا ينام من الليل إلا قليلا (يتهجد)، حتى وفاته ﵁ . * الصحابة وسبل الارتقاء: وكان ﷺ دوما يأخذ بأيديهم ويرتقي بهم، يسألهم أو يسألونه، بعد ما

(١) رواه البخاري، رقم (٣٥٣٠)، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أخته حفصة بنت عمر بن الخطاب ﵃ أم المؤمنين (زوج الرسول الكريم ﷺ . انظر كذلك: سير أعلام النبلاء، (٣/ ٢١٠) . أسد الغابة، (٣/ ٣٤١) . وكان عبد الله بن عمر يحب ابنه سالما هذا فيلام عليه فيقول (سير أعلام النبلاء، (٤/ ٤٦٠»: يلومونني في سالم وألومهم ... وجلدة بين العين والأنف سالم

1 / 204