قريش وسليل الأنبياء .. لكن عبد المطلب وسط الزحام مشغول .. مذهول يهرول نحو بيت الله لا يلوي على شيء .. وما أن أصبح بجوار الكعبة حتى رفع عقيرته يناجي ربه: (ربي رد إلي راكبي محمدًا ... يا رب رده واصطنع عندي يدًا) (١) شاهده أحد الحجاج الذين لا يعرفونه إلا بما تحمله الرواحل من أخبار .. لم يكن قد رآه من قبل .. ولا يعرف من هو، لكن حالته كانت تثير التساؤل .. فقال ذلك الغريب لمن حوله: (من هذا؟ فقالوا له: عبد المطلب بن هاشم، ذهب إبل له فأرسل ابن ابنه في طلبها، ولم يرسله في حاجة قط إلا جاء بها، وقد احتبس عليه، فما برحت حتى جاء محمَّد ﷺ، وجاء بالإبل، فقال عبد المطلب لمحمد: يا بني لقد حزنت عليك حزنًا، لا تفارقني أبدًا) (٢). لم يفارق هذا الصغير جده .. ولم تكن أيامهما كلها رخاء وسعة ..

(١) ما بين الأقواس حديث جيد، رواه البيهقي (٢/ ٢٠) وذكره الذهبي في سيرته، من طريق خارجة ابن مصعب، عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وهذا إسناد حسن، لولا خارجة بن مصعب فقد قال الحافظ: صدوق، لكن في ذلك نظر؛ لأنه اعتمد على توثيق ابن حبان فقط وابن حبان قد سكت عنه في الثقات (٨/ ١٣٣) لذلك فحديثه جيد في المتابعات، وللحديث طريق أخرى تقويه، عند البيهقي أيضًا، انظر السيرة (١/ ١١٥): عناية جده. (٢) ما بين الأقواس حديث جيد، رواه البيهقي (٢/ ٢٠) وذكره الذهبي في سيرته، من طريق خارجة ابن مصعب، عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وهذا إسناد حسن، لولا خارجة بن مصعب فقد قال الحافظ: صدوق، لكن في ذلك نظر؛ لأنه اعتمد على توثيق ابن حبان فقط وابن حبان قد سكت عنه في الثقات (٨/ ١٣٣) لذلك فحديثه جيد في المتابعات، وللحديث طريق أخرى تقويه، عند البيهقي أيضًا.