اللهم العن فلانا وفلانا، بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ " ١.
وفي رواية: " يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، فنزلت: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ " ٢.
قوله: "يقول: اللهم العن فلانا وفلانا ": اللعن: الطرد والإبعاد عن رحمة الله، أي: أبعدهم عن رحمتك، واطردهم منها.
و"فلانا وفلانا": بينه في الرواية الثانية أنهم: صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام.
قوله: "بعدما يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد": أي: يقول ذلك إذا رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.
قوله: "فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ هنا قال: "فأنزل"، وفي الحديث السابق قال: "فنزلت"، وكلها بالفاء، وعلى هذا يكون سبب نزول الآية دعوة النبي ﷺ على هؤلاء، وقوله: " كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟ " ولا مانع أن يكون لنزول الآية سببان.
وقد أسلم هؤلاء الثلاثة وحسن إسلامهم ﵃، فتأمل الآن أن العداوة قد تنقلب ولاية; لأن القلوب بيد الله- ﷾، ولو أن الأمر كان على ظن النبي ﷺ لبقي هؤلاء على الكفر حتى
١ رواه: البخاري (كتاب المغازي، باب ليس لك من الأمر شيء، ٣/١٠٨) .
٢ رواها: البخاري (كتاب المغازي، باب ليس لك من الأمر شيء، ٣/١٠٨) - وهي مرسلة عن سالم بن عبد الله، وقد وصلها أحمد; كما في "المسند" (٢/٩٣) -، والترمذي (رقم ٣٠٠٤)، وابن جرير في "تفسيره" (٤/٥٨) ; من طريق عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر. وعمر ضعيف; كما في "التقريب" (٢/٥٣) .