وعن ابن عباس ﵄; " أن رسول الله ﷺ لما بعث معاذا إلى اليمن...............................................................
قوله: ﴿أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ ١ ذكروا فيها رأيين:
الأول: "أنا" مبتدأ، وخبرها " على بصيرة "، " ومن اتبعني " معطوفة على "أنا"; أي: أنا ومن اتبعني على بصيرة; أي: في عبادتي ودعوتي.
الثاني: "أنا" توكيد للضمير المستتر في قوله: " أدعو " ; أي: أدعو أنا إلى الله ومن اتبعني يدعو أيضا; أي: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله ويدعو من اتبعني، وكلانا على بصيرة.
قوله: " وسبحان الله ": أي: وسبحان الله أن أكون أدعو على غير بصيرة! وإعراب "سبحان": مفعول مطلق عامله محذوف تقديره أسبح. قوله: ﴿وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ ٢ محلها مما قبلها في المعنى توكيد; لأن التوحيد معناه نفي الشرك.
قوله: (أي: قول ابن عباس): "بعث معاذا": أي: أرسله، وبعثه على صفة المعلم والحاكم والداعي، وبعثه في ربيع الأول سنة عشر من الهجرة، وهذا هو المشهور، وبعثه هو وأبا موسى الأشعري ﵄، بعث معاذا إلى صنعاء وما حولها، وأبا موسى إلى عدن وما حولها، وأمرهما: ﴿أن اجتمعا وتطاوعا ولا تفترقا، ويسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا﴾ ٣.
١ سورة يوسف آية: ١٠٨.
٢ سورة الأنعام آية: ٧٩.
٣ رواه: البخاري (كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، ٣/١٦٠) .