١٣٨ - * روى أحمد عن ابن عباس قال: إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحِجْرِ فتعاهدوا باللات والعُزى ومناة الثالثة الأخرى، وقد رأينا محمدًا، قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى تقتله.
فأقبلت فاطمة ﵂ بكي حتى دخلت على أبيها، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك في الحجر قد تعاهدوا أن لو قد رأوك قاموا إليك فقتلوكن فليس منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك.
قال: "يا بنية أدني وضوءًا" فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه قالوا: هو هنا فخفضوا أبصارهم، وعُقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه أبصارهم، ولمي قم منهم رجل فأقبل رسول الله ﷺ حتى قام على رؤوسهم فأخذ قبضة من تراب فحصبهم بها وقال: "شاهت الوجوه" قال: فما أصابت رجلًا منهم حصاة، إلا قتل يوم بدر كافرًا.
أقول: ليس كل ما ذكرناه في هذا الفصل من الإيذاء قد وقع بالضرورة في عام الحزن، ولكن يحتمل إلى حد كبير أن يكون قد وقع في هذا المقام في هذا العام ولذلك أثبتناه ههنا، والظاهر أن هذا العام وصلت الدعوة إلى حد معين وقفت عنده فقد استقر الوضع في مكة بين مستجيب ومعارض، والقبائل العربية وقفت تنتظر، ولكن موقفها الرسمي هو موقف قريش، وقرر رسول الله ﷺ أن يحرك هذا السكون فتحرك نحو الطائف فكانت محنة جديدة.
* * *
١٣٨ - أحمد في مسنده (١/ ٣٦٨) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٢٨): رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح.