وصَّاك بوالديك، وأنا أمّك وأنا آمرك بهذا. قال: مكثت ثلاثة أيام حتى غشي عليها من الجهد. فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله ﷿ في القرآن هذه الآية: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي﴾ وفيها ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها" (١).
والحادثة تدل على صلابة موقف المؤمنين الأوائل أمام الفتن المتنوعة التي تعرضوا لها، كما تدل على أنماط المواجهة التي تجمع بين التأثير العاطفي والضغط النفسي حينًا وبين استخدام القهر والقوة أحيانًا أخرى.
ولقد أسلم عثمان بن عفان ﵁ في وقت مبكر ولكن لم يصح قوله عن نفسه أنه الرابع في الإسلام (٢).وأسلم طلحة بن عبيد الله، لكن تفاصيل خبر إسلامه لا تصح (٣).
وأسلم الزبير بن العوام، وتوحي روايات ابنه الصغير عروة - الذي لم يدرك الرواية عن أبيه مما جعل مروياته عنه مرسلة - بأن إسلامه تَمَّ وهو صغير ابن ثماني سنين (٤)، لكن حفيده هشام بن عروة يقول أنه كان ابن ست عشرة سنة (٥).
وتشير رواية أبي الأسود إلى تعذيب عم الزبير له بالنار بسبب إسلامه (٦).