99

The Arabs in Sicily

العرب في صقلية

Daabacaha

دار الثقافة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٩٧٥

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

Noocyada

بتعاليق وشروح، فالذي حدث أن هذه كلها فقدت ولم يصلنا منها شئ. وليس الأمر كذلك في اللغة فقد اشهر فيها علماء أعلام امتدت شهرتهم إلى غير بلدهم كما اجتذبت صقلية إليها فريقًا من مشاهير اللغويين درسوا فيها وأفادوا فمن هؤلاء راوية المتنبي الذي تقدمت الإشارة إليه ومنهم موسى ابن اصبغ المرادي القرطبي الذي طلب علم اللغة في المشرق، ودخل العراق، ولقى ابن دريد، ثم اتخذ صقلية وطنًا له، وفيها نظم " المبتدا " في ثمانية آلاف بيت (١) ومن هؤلاء أيضًا صاعد اللغوي فقد اختل حالة بالأندلس وعجز عن ستر ولده وأهله واستأذن الخليفة بالانطلاق عن الأندلس فلم يأذن له خوفًا من أن يهجوه، فخرج مستخفيًا سنة ٤٠٣هـ واتصل بصاحب صقلية وفارق البؤس وراجع النعمة ثم عاد إلى الأندلس ثم انكفا إلى صقلية، ومات بها سنة ٤١٠هـ؟ (٢) ومن اتصاله بصاحب صقلية نعرف أنه قادم بمدينة بلرم، ولكنا لا نستطيع أن نعرف مدى تأثيره في الدراسات اللغوية أثناء مقامة هنالك. فإذا ذهبنا نبحث عن جهود صقلية نفسها وجدنا نهضتها اللغوية تعاصر نشاطها في الفقه وألفينا مدرسة ابن البر اللغوي تظهر جانب مدرسة عبد الحق والسمنطاري في الفقه والحديث. إلا أن ابن البر أسس مدرسة في مازر، ثم انتقل إلى بلرم، بينما لم يبارح عبد الحق والسمنط بلرم إلى بلد آخر من صقلية. وفي المدرسة اللغوية تخرج ابن القطاع وأبو العرب وعمر بن خلف بن مكي الصقلي ومن ثم كانت مدرسة واضحة المعالم لأننا نعرف أصحابها بأعيانهم وببعض آثارهم ونستطيع ان نتصور مبلغ نشاطهم وخطوط اتجاهاتهم. وقد ضم ابن رشيق جهوده إلى جهود هذه المدرسة وقوى فيها الناحية الأدبية النقدية.

(١) السيوطي: بغية الوعاة: ٤٠٠ والمكتبة الصقلية: ٦٧٨. (٢) الذخيرة، القسم الرابع الجزء الأول ص ٣٨ - ٣٩ وصاحب صقلية حينئذ هو جعفر ابن ثقة الدولة.

1 / 108