The Approach of Sheikh Abdul Razzaq Afifi and His Efforts in Establishing Creed and Responding to Opponents
منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين
Noocyada
المبحث الثالث
نواقض توحيد الأسماء والصفات
توحيد الله في أسمائه وصفاته يتضمن إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ من صفات الكمال والجلال، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله ﷺ من صفات النقصان، وعلى ذلك يكون من نفى شيئًا مما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ كمن نفى قدرة الله، أو قيوميته أو بصره أو استواءه أو علمه أو كلامه، وغير ذلك مما هو ثابت لله في القرآن وفي السنة- فقد كفر، ويدخل في ذلك من أنقص كمال صفات الله ﷿، كمن قال -مثلًا-: إن الله عليم، ولكنه علم إجمالي، وأنه سبحانه لا يعلم بالجزئيات والتفصيلات.
وكذلك من شبه صفات الله بصفات المخلوقين، كمن ادعى أن الله يبصر كما يبصر البشر، أو يسمع كسمع البشر، أو يتكلم ككلام البشر، وفي ذلك قدح فيما نفاه الله-﷿ عن نفسه من صفات النقصان، وكذلك يكفر من أثبت لله ﷿ أية صفة نفاها سبحانه عن نفسه أو نفاها عنه الرسول ﷺ، كمن أثبت لله الصاحبة أو الولد أو البنات، أو من أثبت لله النوم أو الموت أو الغفلة، وكل هذه النواقص لا تجوز في حق الله تعالى، وكذلك يكفر كل من ادعى لنفسه صفة من صفات الله، أو أثبت هذه الصفة لأي مخلوق، كقول من قال: عندي من الحكمة كما عند الله. أو قال: أنا أعلم كعلم الله. فيكفر من قال ذلك، وكذلك يكفر من يصدقه في دعواه (١).
(١) ينظر: الواسطية مع شروحها: التنبيهات السنية للرشيد (ص ١٨) وما بعدها، الروضة الندية للفياض (ص ٢١) وما بعدها، شرح العقيدة الواسطية للعثيمين (ص ٥٦) وما بعدها، ... إلخ، وينظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٥٨)، واجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٨٣)، والمسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة لـ ... (١/ ٢٧٧ - ٢٧٨)، العلو للذهبي (ص ١١٦)، شرح السنة للالكائي (ص ٩٣٦)، التمهيد لابن عبد البر (٧/ ١٤٥).
1 / 285