Kacaanka Islaamka iyo Geesiga Anbiyada: Abu Qaasim Maxamed Bin Cabdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Noocyada
تأسيس مكة وعبادتها وقيمة الأوثان فيها
يمكن تقدير الزمن الذي تأسست فيه مكة بالتقريب؛ وذلك بالنظر في أنظمة العرب الاقتصادية والاجتماعية ودرجة الثقافة البدائية التي وصلوا إليها. وفي اعتقاد البعض أن تأسيسها سابق على الإسلام بألف عام على الأقل، وفي مدى هذه القرون العشرة تمكنت القبائل التي استقرت في وادي مكة من تكوين مظاهر حياتهم المادية؛ فجعلوا الكعبة معبدا ومعرضا لأصنامهم، أما كيف نشأت عبادة الأصنام في مكة، فالرأي العلمي المقطوع به أنهم قلدوا في ذلك بعض الأمم المجاورة، بل نقلوا إلى بلدهم بعض أوثانها،
1
وكانت عبادة الأصنام شائعة في بابل وطن إبراهيم الذي بنى الكعبة وكان يقاوم عبادة الأصنام في بلده. ومن عجيب الأمور أن البناء الذي شيده لتمجيد الإله الواحد الذي هداه إليه الله لتوحيده بتفكيره وتضحيته صار بعده وبعد ولده وأحفاده موضعا لتمجيد الأصنام! وفي تاريخ الإنسانية كثير من التناقض! وإذا كان من أصنام العرب اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، أفلا ترى في هذا الثالوث المقدس أو في اجتماع هذه الأقانيم تقليدا لثالوث المصريين القدماء إيزيس وأوزيريس وهورس، وفي الهند ثالوث كريشنا وسيفا وفيشنو، وفي المسيحية الآب والابن والروح القدس؟! ولكن كان هناك آلهة أخرى لكل منها اختصاص وامتياز، وكان للآلهة زعيم أكبر هو هبل! فالكعبة كانت أشبه الأشياء بهيكل مصري أو معبد هندي، أو جبل أولمب
2
مصغرا، والذي نراه من مظاهر العبادة الوثنية في مكة أن سدنة الكعبة تمكنوا من استغلال هذه الأصنام وجعلوها تدفع أجر إقامتها واحترامها بطريقة منقولة عن مصر وعن اليونان وبابل والهند؛ فكان على من يأتي ليستقسم بالأزلام أو يستشير الأوثان أن يدفع ضريبة من المال «لمحرك الوحي» كما كانت الحال في طيبة ودلف
3
فيدفع للكاهن مائة درهم ويقدم إليه جزورا. وما كان السادن يقنع من الزائر المستفتي بهذا، بل كان يتقاضى منه رسما على الزيارة ويلزمه بأن يشتري طعامه وشرابه وثيابه من مكة نفسها، فكان الحاج يخرج من ماله كل ما ادخره في سبيل هذا الاستفتاء الوثني الذي كان بمثابة تجارة لمكة كلها.
وكما صار الفلاح الروسي في العهد القيصري والمزارع اللاتيني في كل العهود يشتري تماثيل العذراء والمسيح وجميع القديسين أو صورهم؛ لينزلها منزلا محترما في داره استدرارا للرحمة والبركة، كذلك كان الوثني العربي المقيم في خيام الصحراء يسعى للحصول على صنم صغير لخيمته فلا يناله إلا في مكة وبها الصناع والمثالون لنحتها!
4
Bog aan la aqoon