Kacaanka Islaamka iyo Geesiga Anbiyada: Abu Qaasim Maxamed Bin Cabdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Noocyada
على أن ذلك الوادي الأخير كان يهم بلاد العرب جدا لأن أبناءها كانوا يذهبون إليه للتجارة، وكان لها فيه أبناء استعمروا الشاطئ الغربي من نهر الفرات، وصعدوا رويدا رويدا إلى بحر قزوين. ومما يشبه المساتير الدينية أنها بقيت منفصلة عن القطر المصري الذي أغار على جنوبه العرب الرعاة، ولم ينجلوا عنه تماما إلى بعد أن انجلى عنه بعض إخوانهم المتأخرين وهم الإسرائيليون تحت قيادة موسى - عليه السلام - حينما استرد المصريون السلطة وعاملوهم معاملة البهائم. أما المملكة الوحيدة التي كان بينها وبين العرب صلة وعلاقة فهي بلاد الحبشة. أما الجهة الشمالية من أفريقيا التي أغاروا عليها مرتين، والتي كانت بجانبهم نقطة النزاع بين الرومانيين والقرطاجيين وبين يونان القسطنطينية والفنداليين، فكانوا لا يحلمون بوجودها.
ثم قال المسيو كوسان دي برسيفال في كتاب «تاريخ العرب»: «إن المتحضرين من عرب البحرين والعراق كانوا خاضعين للفارسيين، أما المتبدون منهم فكانوا في الحقيقة أحرارا لا سلطة لأحد عليهم، وكان عرب سوريا مذعنين للرومان، أما قبائل بلاد العرب الوسطى والحجاز الذين ساد عليهم التبابعة - وهم ملوك بني حمير - سيادة وقتية فكانت تعتبر أنها تحت سيادة ملوك الفرس، ولكنها في الحقيقة كانت متمتعة بالاستقلال التام الذي لا غبار عليه.»
ثم قال جول لابوم: «ولم يكن العرب أحسن استعدادا من غيرهم لقبول أي دين من الأديان.» قال المسيو دوزي في كتابه «تاريخ عرب إسبانيا»: كان يوجد على عهد محمد
صلى الله عليه وسلم
في بلاد العرب ثلاث ديانات: الموسوية والعيسوية والوثنية، فكان اليهود من بين أتباع هذه الأديان أشد الناس تمسكا بدينهم وأكثرهم حقدا على مخالفي ملتهم. نعم، يندر أن تصادف اضطهادات دينية في تاريخ العرب الأقدمين، ولكن ما وجد منه فمنسوب إلى اليهود وحدهم، أما النصرانية فلم يكن لها أتباع كثيرون.
وكان المتمذهبون بها لا يعرفونها إلا معرفة سطحية، وكانت هذه الديانة تحتوي على كثير من الخوارق والأسرار، بحيث يعز أن تسود على شعب حسي كثير الاستهزاء بالمساتير
Mysteres .
أما الوثنيون الذين كانوا السواد الأعظم من الأمة فكان لكل قبيلة - بل وأسرة - منهم آلهة خاصة، والذين كانوا يصدقون بوجود الله - تعالى - ويعتبرون تلك الآلهة شفعاء لديه فقد كانوا يحترمون كهانهم وأصنامهم بعض الاحترام، ولكنهم مع ذلك كانوا يقتلون الكهان متى لم تتحقق أخبارهم بالمغيبات، أو لو عولوا على فضحهم عند الأصنام إن قربوا لها ظبية بعد أن نذروا لها نعجة. وكان من العرب من يعبد الكواكب وخصوصا الشمس؛ فكنانة كانت تدين القمر والدبران، وبنو لخم وجرهم كانوا يسجدون للمشتري، وكان الأطفال من بني عقد يدينون لعطارد، وبنو طيء يدعون سهيلا، وكان بنو قيس عيلان يتوجهون للشعرى اليمانية، وكان علمهم بما وراء الطبيعة على نسبة أفكارهم الدينية. قال كوسان دي برسيفال في كتابه «تاريخ العرب قبل الإسلام» ثلاثة أجزاء: «وكان منهم من يعتقد بفناء الإنسان إذا رحل من هذا العالم، ومنهم من كان يعتقد بالنشور في حياة بعد هذه الحياة، فكان هؤلاء إذا مات أحد أقربائهم يذبحون على قبره ناقة أو يربطونها ثم يدعونها تموت جوعا، معتقدين أن الروح لما تنفصل من الجسد تتشكل بهيئة طير يسمونه الهامة أو الصدى؛ وهي نوع من البوم لا تبرح تطير بجانب قبر الميت نائحة ساجعة تأتيه بأخبار أولاده، فإذا كان الفقيد قتيلا تصيح صداه قائلة: اسقوني! ولا تزال تردد هذه اللفظة حتى ينتقم له أهله من قاتله بسفك دمه. وكانت طبائع العرب وأخلاقهم لا تدل الناظر إليها إلا على أنهم شعب لم يكادوا يجوزون العقبة الأولى من عقبات الاجتماع لو لم تكن الأسرة عندهم؛ بل والقبيلة أيضا - وهي نقطة تلفت النظر - تهتم اهتماما عظيما بحفظ سلسلة نسبها، ولو لم يكن - وهو أمر أغرب من سابقه - إدراكهم للقوانين وسعة لغتهم من جهة أخرى داعيا إلى الالتفات بنوع أخص.»
ثم قال المؤلف المحقق الذي اقتبسنا منه أكثر هذه التفصيلات المتقدمة: «كان العرب مغرمين بشرب الراح، ويوجد من الشعر ما يدل على أنهم كانوا يفخرون ويعجبون به وبلعب الميسر، وكان من عاداتهم أن للرجل أن يتزوج من النساء بقدر ما تسمح له به وسائله المعيشية، وكان له أن يطلقهن متى شاء هواه، وكانت الأرملة تعتبر من ضمن ميراث زوجها! ومن هنا نشأت تلك الارتباطات الزوجية بين أولاد الزوج ونساء الأب! وقد حرم ذلك الإسلام وعده زواجا ممقوتا.
وكان هنالك عادة أفظع من كل ما مر وأشد معارضة للطبيعة، وهي وأد الأهل لبناتهم؛ أي دفنهن على قيد الحياة!»
Bog aan la aqoon