Kacaanka Islaamka iyo Geesiga Anbiyada: Abu Qaasim Maxamed Bin Cabdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Noocyada
وعاش قرنين إلا ربعا (175 عاما)، ودفن في مقبرة أهله في حبرون. ويظهر أنه نال لقب خليل الله عند بداية هجرته من وطنه بعد محنة النار التي أنقذه الله من شرها وحرها. وقد أفاض من المحدثين في تاريخ إبراهيم الشيخ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء، كما كتب إسكندر دوماس الصغير رسالة في الطلاق تناول فيها سيرة إبراهيم، وهو كتاب عجيب منقطع النظير، ومن الأقدمين - غير التوراة - الثعلبي والطبري وابن الأثير والكسائي وغيرهم، وتناوله كذلك علماء المشرقيات أمثال رينان وشبرنجر في «حياة محمد» وسنوك هرجرونجيه، وقد أجمعوا على أنه أبو العبرانيين وأبو العرب ومؤسس ملة إبراهيم وباني الكعبة، كما أجمعوا على أنه رمز الهجرة السامية والقبائل اليهودية الرحالة. ولكن يقصد بيهودية إبراهيم تلك اليهودية العريقة الموحدة الخالصة من الشوائب، التي نظرت في الكون وأعرضت عن عبادة الكواكب وعن عبادة الأصنام، فلما اشتد ساعدها حطمتها وجاهرت بعدائها ووقعت في يد الظالم الوثني، وهو نمروذ، وتحملت مشقة التعذيب بالنار، وتحملت آلام الهجرة وفراق الوطن في سبيل المعتقد، ومع كل هذا فلم تخمد لإبراهيم نار؛ فسافر واغتنى وتناسل واستعمر، وكان له مع الله حوار بديع قبل أن يطمئن إلى معتقده، فشك في إحياء الموتى بعد موتهم، فتفضل الله عليه بتجربة الطير التي أمره بذبحها وتفريق أشلائها، ثم أعاد الله إليها الحياة بأمره، وأول هذه التجربة قول الله: أولم تؤمن؟ قال بلى، ولكن ليطمئن قلبي.
وفي هذا الحوار رمز إلى مقدار ما يسمح الله به لعبده المخلص من البحث والشك ليصل إلى الإيمان واليقين؛ فلم يكن دين إبراهيم دين إيمان أعمى، ولكنه كان دين الإيمان البصير؛ فلا عجب إذا اتخذه الإسلام جدا وأصلا وأرومة وهو يشبهه في كثير من أوجه الحق والصواب، والعمل للبناء والتأسيس، لا على الهدم والتدمير.
هل كان إبراهيم الخليل بدويا أم حضريا؟
قلنا من أهم النزوحات رحلة إبراهيم الخليل؛ فقد رحل وهو رجل ذو أسرة ورب عيلة من أور الكلدانيين على ضفاف الفرات السفلي إلى شمال العراق، حتى بلغ سفح سلسلة جبال أرمينيا إلى بادان أرام فيما وراء الفرات متبعا مواضع المراعي متنقلا بينها صاعدا مئات الأميال، ثم عاد إلى بادان أرام (الجنوب بغرب) إلى أرض كنعان، ومن كنعان إلى مصر، ومن مصر إلى كنعان يجر وراءه أقاربه وقطعانه، وما زال كذلك حتى أرغمته كثرة الأقارب وندرة الكلأ على تقسيمهم وتوزيعهم.
وقد أقامت تلك الأسرة البدوية بزعامة شيخها وبطركها إبراهيم الخليل في جوار مدينة أور جنوب الفرات وعلى حدود الكلدان، فكان في هذا الجوار أول احتكاك بين البداوة والحضارة؛ فاستفادوا وتعلموا ولم يقدروا أن يطغوا أو يتقدموا خطوة في المدن الآهلة بالسكان المملوكة لأربابها والمشغولة بمزارعهم ومساكنهم، وهناك سمع اليهود باسم إبراهام وسارة ونقلوهما إلى اللغة العبرية.
1
ولم يستطيعوا أن يمدوا إقامتهم في ضواحي المدن الكبرى، فتابعوا سيرهم إلى الشمال، ولعل أسرا أخرى كانت تدفعهم من ورائهم ليخلوا لها الجو والمكان، وما زالت بادان أرام في ذهنهم وفي ذاكرة أخلافهم يعتبرونها وطنهم ومستقرهم، وإن لم تكن سوى محطا من محطات رحلتهم الطويلة في سبيل القوت لأنفسهم ولأنعامهم؛ فهي الوطن الأول المحبوب.
هجرة سيدنا إبراهيم الخليل إلى الحجاز ومعه هاجر وإسماعيل
أجمع العلماء على أن المكان الذي خرج منه إبراهيم وهاجر وإسماعيل هو الشام أو أرض كنعان؛ فإنه شيخ قبيلة رحالة بجانب رسالته المقدسة، خرج بهاجر وبإسماعيل وهو طفل يرضع، وعمد بهما إلى موضع الحجرة، فأنزلهما فيه، وأمر هاجر أن تتخذ فيه عريشا، ولم تكن هاجر محظية، ولكنها زوج بعقد شرعي.
1
Bog aan la aqoon