167

Kacaanka Islaamka iyo Geesiga Anbiyada: Abu Qaasim Maxamed Bin Cabdullah

ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

Noocyada

وما فتئت الوثنية دين العرب من قديم الزمان، بعد أن نسوا ملة إبراهيم. فلما بلغت الوثنية أشدها عندهم كان سلب بعض هذه الأوثان ونقلها من مقرها أكبر عقوبة تلحقهم. وفي أواخر عهد سنخريب في القرن السابع قبل المسيح وقبل الإسلام بأربعة عشر قرنا أغارت قبيلة عربية على أرض بابل، بإمرة الشيخ قدار خزعل الأدومي، فأراد سنخريب معاقبتها؛ فسلب أوثانها وهي تماثيل أتارساماين وغيره، فحزن العرب لفقدها حزنا شديدا وصبروا على مضض حتى نهاية عهد سنخريب فرحل الشيخ قدار خزعل الأدومي إلى نينوى في عهد خلفه الملك أصار حدون والتمس منه في ذلة وصغار أن يرد عليه أربابه، حتى أشفق الملك عليه وأمر بتقويم ما أصابها من العطب الذي لحق بها في انتهابها، ثم حفر فيها ثناء على إلهه «أسور» ربه ومولاه ومهره بتوقيعه ليدمغها بكفره بها، ثم ردها على عابديها وجعل صداق المكرمة تسويد الملكة «تابويا» التي نشأت في قصور نينوى على العرب فزادت عليهم الجزية وبالغت في إذلالهم (ماسبرو تاريخ أمم الشرق القديمة، ص392، في كلامه على علاقة العرب ببابل).

هذا، وقريش محوطة بالأديان المنزلة، فلبني غسان دولة مسيحية قوية مرهوبة الجانب رابضة على خليج العقبة وحليفة لروم بيزنطة، وفي الحيرة مملكة نصرانية أخرى يمتد سلطانها إلى حدود العراق خاضعة للفرس ومعتمدة عليهم.

وكان الروم والفرس يولون على هؤلاء الأعراب ولاة من أنفسهم كما في الاستعمار الحديث، من اختيار حكام الدولة المغلوبة من أنفسها؛ لأنهم أعرف بأخلاقهم، ولأن الجنس السامي يخضعه للآريين حكام من جنسه، وفي هذا تدبير سياسي واقتصادي، وما دام السيد الأجنبي يملك زمام الحاكم فقد ملك المحكومين، وجعل الرومان والفرس هاتين الدولتين العربيتين المسيحيتين سدا

4

منيعا بينهما وبين القبائل البدوية المتوحشة التي قد تغير على الممالك المتحضرة وتغلبها، وقد صدقت فراسة الفرس والرومان بعد حين؛ فما لبث الإسلام أن ابتلع الدولتين الحاجزتين حتى اكتسح الحدود الرومانية والفارسية.

وإن النصرانية لم تتصل بقريش اتصال الملاصق ولم تؤثر فيها، ولم تدخل إلى قلوب أهلها، ولا نعلم عن مبشرين من النصارى حاولوا هداية هؤلاء الوثنيين ليحكموهم بالدين والسياسة،

5

وسببه أن الاستعمار لم يبلغ قديما من الفطنة ما بلغه في العصر الحديث من السبق إلى الفتح بالدين قبل السيف والنار أو بدونهما بتاتا، وكان في مكة بعض النصارى من أهل الكتاب ضعافا وكانوا قابعين في دورهم، كالمنبوذين أحدهم أعمى والآخر شيخ فان وثالثهم صيقل يصنع السيوف، وثلة شعراء يرتزقون بشعرهم ويرصعون نظمهم بأسماء القديسين والأحبار وحكمة الأناجيل؛ وهؤلاء جميعا أقل وأعجز من أن يحاولوا نشر دينهم خوفا من عبادة الأوثان واكتفاء بالكفاف وقناعة الضمير، وكان في الجنوب نصارى من العرب لهم كنائس وبيع وأساقفة وقسس يقرءون كتاب دينهم بألسنة أجنبية؛ لأنهم لم يقدروا على نقله إلى لغتهم ، وكان من اتبع ملتهم قلة لا تستحق عناء الترجمة، ولعل رجال الدين وحدهم اختصوا بقراءة الكتاب بالآرامية أو اليونانية كما هي الحال إلى يومنا هذا في الكنائس القبطية الأرثوذكسية بالقطر المصري؛ حيث تتلى التكاليل على العرائس وصلاة الموتى بالرومية.

6

وكان في نجران نصارى وفي جزيرة قريبة من عسير كنيسة. أما الدين اليهودي فكان في اليمن وفي بعض بلاد تهامة ونجران وفي يثرب التي صارت مدينة النبي

Bog aan la aqoon