Kacaanka Islaamka iyo Geesiga Anbiyada: Abu Qaasim Maxamed Bin Cabdullah

Maxamed Luudfi Jumca d. 1373 AH
137

Kacaanka Islaamka iyo Geesiga Anbiyada: Abu Qaasim Maxamed Bin Cabdullah

ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

Noocyada

بمخضب رخص كأن بنانه

عنم يكاد من اللطافة تعقد

ثارات العرب في الجاهلية

قد ساقنا حديث الديمقراطية العربية وخلو الجاهلية من آثارها ورائحتها وذكرها إلى ذكر الغزل الجاهلي وماديته وانغماس ذويه في تمجيد الجسد، كما يسوقنا ذكر تنازع القبائل وتناحرهم إلى ثارات العرب قبل الإسلام، ومن أشهرها عهد المهلهل وحرب البسوس ومقتل كليب، فإنه لما قتل التغلبي أرسل بنو تغلب وفدا إلى بني عمهم شيبان يطلبون منهم أن يسلموا إليهم جساسا قاتله ليقتلوه به، فلم يرض أبوه مرة أن يسلمه إليهم ولم يرض كذلك أن يعطيهم ولده هماما، ولا أن يسلم إليهم نفسه ليقتل في ثأر كليب

1

فرأت قبائل بكر الأخرى أن في ذلك بغيا من شيبان، فاعتزل الحارث بن عباد بطل بني بكر الحرب ومالت قبائل أخرى من بكر والنمر بن قاسط إلى نصرة تغلب فأصبحت قبائل ربيعة كلها يدا واحدة على شيبان تحت لواء مهلهل بن ربيعة للانتقام من شيبان قتلة كليب؛ لأنهم لم يرضوا بالإنصاف ولم يسلموا أحد الأكفاء منهم ليقتل في ثأر كليب، وهزمت شيبان مرة بعد الأخرى، حتى اضطرت إلى النزوح إلى أطراف القفر عند «عين واردات» وذهب المهلهل إليها هناك في جيش كبير من تغلب وحلفائها ليقضوا عليها القضاء الأخير، وحدثت هناك موقعة قتل فيها همام بن مرة صديق مهلهل، وهزمت شيبان بعد ذلك هزيمة منكرة، وقتل بعد همام، جساس من طعنة ابن أخته الهجرس بن كليب. وتوسط الحارث بن عباد بين شيبان وتغلب وأرسل ابنه بجيرا إلى المهلهل يستعطفه ويستلين قلبه للصلح بين القبيلتين ولكن المهلهل قتل بجيرا (وهو رسول سلام!) وقال: إنه قتله في ثأر شراك نعل كليب!

2

فلما علم الحارث بن عباد بمصرع ولده ووقاحة المهلهل وغشومته ثار وغضب وشارك شيبان في محاربة تغلب، وغضبت قبائل بكر الأخرى من اعتداء المهلهل فانضمت إلى شيبان وأصبحت تغلب وحدها تحارب قبائل بكر كلها متحدة، وانتصرت بكر على تغلب ففرت إلى حدود بادية العراق عند قضة فتعقبتها بكر ودحرتها وأسر المهلهل، أخذه الحارث بن عباد وهو لا يعرفه، فخدعه المهلهل ونجا بنفسه بعد أن وشى بامرئ القيس بن أبان فقتله الحارث في ثأر ولده بجير، ولما عاد المهلهل بعد الموقعة إلى قومه، وجدهم قد تغيروا عليه وكرهوا سيادته فيهم ولا سيما بعد أن ذاع نبأ خيانته امرأ القيس بن أبان.

وهكذا انتهت حلقة من حلقات الحروب في الجاهلية، وهي صورة مصغرة لما كانت عليه تلك القبائل من الفوضى والوحشية وحب الانتقام والتطاحن في سبيل الدماء، فلم يطهرها من أدرانها إلا الإسلام، فلم يكن لهم في الجاهلية إلا أن يسجلوا تلك المجازر البشرية فينظم تأبط شرا تلك القصيدة المرعبة التي تقطر دما في وصف الثأر:

إن بالشعب الذي دون سلع

Bog aan la aqoon