Kacaanka Islaamka iyo Geesiga Anbiyada: Abu Qaasim Maxamed Bin Cabdullah
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
Noocyada
1
وقد شاده نبيان من أنبياء الله، وفي صلبه حجر هبط من السماء وحوله طافت ملايين من البشر، ثم دار الزمن دورته على الكعبة فصارت حظيرتها موطنا للأصنام، ولكل صنم أسماء ومواسم وأعياد وألوان من الضحايا، ولا ريب في أن بناء الكعبة سابق لحياة تلك القبائل التي استوطنت مكة، فجاءت - وأعظمها قريش - وانتفعت بالمعبد وفرضت على أفراد القبائل ضريبة يفيدها سدنة الكعبة وأحراسها لينفقوها في شئون الحجيج والغرباء، وما هؤلاء السدنة والأحراس سوى زعماء القبيلة وسادتها من قديم؛ لأن من يخدم الأرباب يسود عابديها وهم المدينون في التزلف من الأرباب إليه، كما كان كهنة المصريين واليونان.
ولأن قليلا أو كثيرا من قوة هذه الأرباب ينتقل حتما بحكم القرب إلى الكاهن والسادن والراهب. وكانت قريش من أقوى القبائل فملكت مكة والكعبة وأربابها، وهم من نسل إبراهيم وإسماعيل وعدنان ولكنهم نسوا نسبهم ودينهم القديم.
قال الإمام علي: «إنهم نبطيون من بلدة كوثا في العراق.» وصدق علي؛ لأن زعيم أوثان قريش كان معبودا في هيت على الفرات، وكوثا بلدة على ضفته، فأطلقتها قريش على بعض أحياء مكة ؛ حفظا لذكراها.
2
وإلى جانب مهارة قريش في التجارة وحنكتهم في تدبير الأمور كانت خيبتهم مطلقة في الحرب مع الحرص على المال، وفي رأي بعض المؤرخين أن خزاعة سبقت قريشا إلى مكة في خبر طويل، ولكن قريشا كانت أقدر وأحذق في الشئون القومية والأثرة وحب المال فتغلبت على خزاعة. وما زالتا تتنازعان، إلى أن رضيت خزاعة بمكانتها الثانوية وخضعت لقريش فانتصرت واستعمرت، ولكن نعرة السلطان القديم كانت تعاود خزاعة فتستثيرها لتنتهز الفرص فتناصر خصوم قريش حتى ولو خالفوها مذهبا. وهذا لون من أحقاد القبائل، وقد ينمو في قلوب الأمم فيبيتوا على الانتقام كما يشاهد في الحضارة الحديثة.
3
وكان لمكة سيد واحد هو هشام بن المغيرة المخزومي، فلما نعي إلى أهل مكة شيعوه عن بكرة أبيهم وإن لم يكن سيدهم؛ لأن مكة كانت قرية يحكمها شيوخها وأعيانها في دار الندوة مركز السلطة البلدية، ومقر الحكومة القبلية، وغرفة التجارة المكية، ومحور السياسة الحجازية، ومقر «أركان الحرب»، ومنبر الخطباء، ومستودع الأموال، ومناخ القوافل ومعقل حلف الفضول وغيره من النظم البدائية.
وفي الكتب العربية القديمة بعض النصوص التي وجدت منقوشة في الكعبة؛ منها في مقام إبراهيم - عليه السلام:
هذا بيت الله الحرام بمكة، توكل الله برزق أهله من ثلاث سبل، مبارك لأهله في اللحم والماء واللبن، لا يحله أول من أهله.
Bog aan la aqoon