Kacaanka Dhaqanka Shiinaha: Hordhac Kooban
الثورة الثقافية الصينية: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
على صعيد السياسة المحلية في الولايات المتحدة، كان المحافظون الغاضبون دائما ما يدعمون الكومنتانج على الرغم من نجاح نيكسون في استقطاب معظم الجمهوريين، وحاول مثقفو أمريكا شرح الثورة الثقافية، وشمل ذلك تقديم تحليلات ساذجة نوعا ما للثورة الثقافية.
أما في الصين، فقد جددت المرحلة المبدئية من الثورة الثقافية خوفا قديما من الأجانب، تارة عن عمد، وتارة بسبب إسكات معظم الأصوات الكوزموبوليتانية، غير أن جيانج تشينج ذات النزعة اليسارية تعهدت بتحديث الثقافة الصينية بتطويع الأساليب الغربية، تطبيقا لنداء ماو «استغلوا الأجانب في خدمة الصين.» وقد أبرزت إحدى عروض الأوبرا النموذجية بعنوان، «على أرصفة الميناء»، معاناة عمال الميناء لتصدير بذور الأرز إلى أفريقيا، في سياق موجة عالمية من معاداة الإمبريالية. كانت هذه السياسة في التعاون الدولي مختلفة عن استيراد المنتجات الثقافية الغربية، ولكنها لم تكن معادية للأجانب.
شكل 5-1: جيانج تشينج تضيف الزوار الأجانب في العيد القومي للصين.
1
وعلى الرغم من ذلك، كانت الثقافة الأجنبية على الأرجح متورطة حتميا في سياسات حزبية مريرة؛ فقد كان القلق بشأن التدنس بثقافة الخارج منتشرا بين الكثير من اليساريين، خوفا من إضعاف الثورة بدفع الصين للاعتماد على الدول الأجنبية. وفي لفتة أكثر سخاء، ناقش القادة كيفية تنظيم الانفتاح الجديد على الغرب.
حين كون شو إن لاي مجموعة من الفنانين لزخرفة الفنادق من أجل موجة جديدة من الزوار الأجانب، استنكر الراديكاليون اللوحات بوصفها ب «السحر الأسود». وحين أعيد أداء الموسيقى الكلاسيكية الغربية مرة أخرى، ظهرت حملة لانتقاد «الموسيقى التي لا تحمل عناوين»؛ إذ كانت السيمفونيات والسوناتات المجردة (مثل سيمفونية موتسارت رقم 40 في مقام صول الصغير) تعتبر أكثر برجوازية من الموسيقى التصويرية التي تحمل عنوانا (مثل مقطوعة «دون كيشوت» لشتراوس، أو «السيمفونية الرعوية» لبيتهوفن). فقد كانت الرسائل المعنونة فيما يبدو أكثر شفافية، وكانت أكثر تلاؤما مع التقاليد الصينية للموسيقى والسرد. وبعد عودة وفد صناعي صيني من رحلة إلى نيويورك حاملا معه مجموعة من الحلزونات الزجاجية أهديت لهم من شركة كورنينج للأعمال الزجاجية، اتهمتهم جيانج تشينج بعبادة الأشياء الأجنبية وطالبت بإعادتها، وحين قدم المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني فيلما وثائقيا لإعادة تعريف الغرب بالصين، شهرت به بكين لتركيزه الزائد على الأشياء القديمة، والمناظر الغريبة، والآلات التي تدار بالطاقة البشرية، بدلا من التركيز على الإنجازات الصناعية الجديدة التي تفخر بها الصين.
لم يكن إحياء العلاقات مع الغرب يسير كله على طريقة حرب الخنادق؛ فقد كانت الصين تشتري واردات ذات أهمية، أبرزها مجموعة من وحدات تصنيع الأسمدة لتعزيز الإنتاجية الزراعية، ورحبت الصين بقيام وكالة الاستخبارات المركزية بإقامة مراكز تنصت ضد العدو السوفييتي الذي أصبح عدوا مشتركا الآن. غير أن الجبهة الثقافية ظلت أكثر شعبية وأكثر حساسية.
كانت معظم الخلافات والنزاعات التي تنشب تتعلق باستقبال الصين للثقافة الأجنبية، فيما قلت الاضطرابات التي صاحبت الدبلوماسية الثقافية الجديدة للصين، والتي كانت أفضل تنظيما وأكثر تركيزا؛ فقد حافظت الصين على علاقاتها بأصدقائها القدامى، وصدرت الأوبرا الثورية إلى الجزائر وألبانيا، وأسست وزارة الثقافة فرقتها عالية المهارة «للغناء والرقص الشرقي» لأداء عروض لجماهير العالم الثالث. ورأى الغرب أن الصين قد فتحت صفحة جديدة، مما صرف الانتباه عن فوضى الثورة الثقافية ووجهه نحو أمجاد الصين في الماضي التي كانت أقل تسييسا. وجاء اكتشاف «جيش التيراكوتا» المكون من آلاف التماثيل لمحاربين يحرسون قبر إمبراطور الصين الأول الذي يرجع تاريخه إلى ألفي عام، ليجذب أنظار العالم، إلى جانب معرض متجول لآثار تم اكتشافها خلال الثورة الثقافية. والمفارقة أن كثيرا منها قد اكتشف أثناء حملة الدفاع المدني من أجل «حفر أنفاق عميقة، وتخزين الحبوب في كل مكان.»
استعانت الصين بالغربيين لتقديم نفسها للعالم؛ فقامت الروائية الصينية البلجيكية هان سويين بتقديم الجمهورية الشعبية لجماهير جديدة، وأنتج المروج النيوزيلندي ريوي آلي كتبا وقصائد حماسية ولكنها بلا معنى. كذلك اكتشفت جيانج تشينج كاتب سيرتها الذاتية الأمريكي روكسان ويتكي، وهو أكاديمي شاب كان يجري معها حوارات ولقاءات مكثفة في عام 1972. وقد واجهت جيانج تشينج وويتكي فيما بعد انتقادات بسبب مشروعهما التعاوني، وإن كانت جيانج وحدها هي من اتهمت بخيانة بلادها.
شكلت اليابان حالة خاصة؛ إذ توددت الصين لعدوها السابق بحماس أكبر مما كان عليه الحال في السنوات الأخيرة، وافتتن الصينيون بفرقة رقص يابانية قامت بتقديم باليه «الفتاة ذات الشعر الأبيض». ولكن الذكريات العالقة ظلت قائمة. وكان هناك جندي ياباني، انفصل عن وحدته خلال الاستسلام المحير في عام 1949، واستقر في قرية بشمال الصين، وبدافع الخوف من انتقام الفلاحين الصينيين، اندمج داخل مجتمعه بالتظاهر بأنه أصم وعاجز عن الكلام. وجاءت إعادة العلاقات بين اليابان والصين لتحيي قدرته على الكلام والسمع، وعاد إلى وطنه بعد ثلاثة عقود من الفراق. (5) وضع أسس الليبرالية الجديدة
Bog aan la aqoon