Kacaanka Dhaqanka Shiinaha: Hordhac Kooban
الثورة الثقافية الصينية: مقدمة قصيرة جدا
Noocyada
كان الخطاب البلاغي العالمي للصين قويا. فقد درس معظم الصينيين مقال ماو «تذكروا نورمان بيثون»، الذي مجد فيه الجراح الكندي الذي توفي في عام 1939 بينما كان يقوم على مداواة جنود الحرس الأحمر، مشجعا أعضاء الحزب على احترام الإسهامات الأجنبية بالثورة العالمية. كذلك رحبت الصين بانتفاضة باريس في عام 1968، على الرغم من الحيرة التي انتابتها بشأن الجانب الثقافي المضاد منها. وبالتأكيد وجدت بكين ارتياحا أكبر في الاحتفاء بالذكرى المئوية لكوميون باريس في عام 1971، والذي كان انقلابا عماليا أكثر اتفاقا مع القواعد.
انحازت الصين للحركات النضالية الشعبية في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وولدت سياسة تحرير السود حماسا عظيما. فبعد اغتيال مارتن لوثر كينج الابن، أصدر ماو تصريحا ناريا ضد العنصرية الأمريكية. كذلك قدمت الصين ملتجأ لروبرت إف ويليامز، وهو قائد انفصالي زنجي قامت الولايات المتحدة بنفيه لسعيه لتحويل خمس ولايات من الكونفيدرالية السابقة إلى «جمهورية أفريقيا الجديدة».
أصر الإعلام الصيني على أن الثوريين عبر كل أنحاء العالم قد درسوا كتاب «اقتباسات من الزعيم ماو». كانت حركة النمور السود قد اشترت نسخا من الكتاب الأحمر الصغير لماو مقابل عشرين سنتا، وأعادت بيعها مقابل دولار في حرم كلية بيركلي بجامعة كاليفورنيا، وأنفقت أرباحها في شراء بنادق رش. ولم يبدأ النمور فعليا في قراءة ما قاله ماو سوى بعد ذلك ببضعة أشهر.
هل كانت الصين مركزا لثورة عالمية؟ بلاغيا، لا يوجد أدنى شك في ذلك، وقد كان للخطاب الرسمي الحماسي عن الانهيار التام للإمبريالية والانتصار الوشيك للاشتراكية على مستوى العالم أثره في تعطيل عملية التبادل الدبلوماسي الطبيعي؛ فقد كان الدبلوماسيون الأجانب غالبا ما يلقون معاملة سيئة، ولعل أشهر الحوادث في هذا الشأن حين قامت جماعة من السوقة بحرق مكتب القائم بأعمال السفارة البريطانية في بكين. وثار رئيس الوزراء شو إن لاي في وجه هؤلاء الذين أخفقوا في السيطرة على المتظاهرين. وفي ظل عدم قدرتها على الحفاظ على وهم العلاقات الدبلوماسية الطبيعية، استدعت الصين جميع سفرائها عدا سفيرها في مصر.
فكر الماويون جدية في علاقات الصين بالعالم، وأشار ماو إلى أن لينين كان مخطئا حين قال إن «كلما ازدادت البلاد تخلفا، زادت صعوبة الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية.» فقد كان ماو يؤمن بأن الغرب يحظى بثراء فاحش، وأن الرأسمالية حكمت لزمن طويل حتى إن العمال كانوا يكدحون تحت تأثير برجوازي غاية في التعجيز. وفيما يشبه نظرية الحلقة الأضعف، اتضح أن الثورة الاشتراكية تقع في أراض لم يتوقع ماركس أن تشهدها. فقد صارت مسئولية تحقيق ثورة عالمية ملقاة على كاهل العالم الثالث، بتعداده السكاني الضخم.
في خطاب حظي بترويج عال عام 1965، تحدث لين بياو عن تكرار ثورة الصين على نطاق عالمي من خلال «محاصرة المدن من الريف». ومثلما انتقل الحرس الأحمر من قواعده الريفية لتطويق المراكز الحضرية الكبرى في الصين، كذلك أدى صعود الدول البروليتارية إلى إيقاف نفوذ الدول الرأسمالية، وظهر نوع من عولمة الثورة العالمية في بكين قبل عقود من العولمة المضادة للرأسمالية العالمية.
كان نقد الصين للمذهب التعديلي السوفييتي خطيرا لدرجة بالغة، وكان في تلقيب ليو شاوشي ب «خروشوف الصين» سخرية منه لانصرافه المزعوم عن الثورة. وأصبحت معاهدة حظر التجارب النووية رمزا لمهادنات السوفييت مع الإمبريالية، مما عزز الرمزية الثورية والقومية للقنبلة الصينية عام 1964.
كانت الصين تزعم أن الرفيق إي إف هيل، زعيم الحزب الشيوعي الأسترالي (الماركسي اللينيني) كان رجل دولة بارزا من الطراز العالمي، حتى إنها لم تكن ترسل أقل من كانج شينج، وهو أحد الأعضاء البارزين لمجموعة الثورة الثقافية الحاكمة، لاستقباله في مطار بكين. والواقع أن هيل لم يكن حتى قائدا للشيوعيين الأستراليين الحقيقيين، ولكنه كان قائدا لطائفة منشقة تلقى تشجيعا من بكين. وقد كانت الأحزاب الشيوعية في جميع أنحاء العالم منقسمة، وكانت الطوائف الماوية تسمي نفسها «الماركسيين اللينينيين» لتميز نفسها عن «التعديليين» الذين ظل ولاؤهم لموسكو. (2) حقائق الحرب الباردة
كان ماو يرفض الإمبريالية لكونها «نمرا من ورق»؛ أي نمرا يبدو خطيرا من الخارج فقط، ولكنه تعامل معها بحذر. كان سلوك الصين تحت تأثير الخطاب البلاغي الراديكالي عبارة عن رد فعل دفاعي تجاه الحرب الباردة. لقد ساعدت الصين فيتنام، وسلحت مجموعة المتمردين، وأشادت بمن استفزوا الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وعكروا صفوهما. وكانت الصين تدعم ضحايا الظلم والاضطهاد في القضايا العالمية بنتائج رمزية في أغلب الأحيان، غير أن السياسة الخارجية للثورة الثقافية كانت حذرة ولاتوسعية. وكانت الاستراتيجية الماوية «للحرب الشعبية» دفاعية بشكل مبالغ؛ إذ شددت على المقاومة الشعبية للغزو، وكان الجيش غير مجهز بالشكل الذي يؤهله لبسط النفوذ في الخارج.
ربما تكون الولايات المتحدة قد أغضبت الصين لأقصى حد بدعمها لنظام «جمهورية الصين» المخلوع (الكومنتانج) في تايوان. فقد كان شيانج كاي شيك، من منفاه في تايوان، يحتفظ بحكومة منشقة لبر الصين الرئيسي، بدوائرها كاملة تحت اسم «مكتب الشئون المنغولية». وكان للضغط الدبلوماسي الأمريكي دوره في إبقاء بقايا النظام السابق في الأمم المتحدة حتى عام 1971، ليظل جاثما في مجلس الأمن محتلا مكان الجمهورية الشعبية.
Bog aan la aqoon