وقامت إليه سنية فلمست يده ملاطفة، وقبلت جبينه حتى عدل عن المناقشة، ثم وقفت أمام سمارة وسألتها برقة: أتعنين حقا أن تضحي بنفسك وبنا؟
فأجابت بإصرار وهي لم تزل تحت وطأة الغضب: نعم! - ليكن، افعلي بنا ما تشائين.
وقبل أن تنطق سمارة بكلمة دخل عم عبده فخرست الألسنة، أعطى أنيس لفافة صغيرة وهو ويقول: وجدتها بطلوع الروح.
فقال أحمد نصر لأنيس: تخلص منها في الحال. - لا. - لقد قلت ما فيه الكفاية. - ليس أسهل من رميها في الماء عند الضرورة.
وتساءل عم عبده: ماذا جرى؟
فأعادها أنيس إليه ليعد فنجان قهوة، فمضى بها الرجل، وقد غير مجيئه الجو بعض الشيء، وساد الصمت حتى قال مصطفى راشد متأسفا: عين أصابتنا.
فقال خالد عزوز: فلنلف سجائر لعل وعسى .
وتهلل وجه علي السيد بتفاؤل مباغت فقال برجاء: أراهن على أن رجب سينجب أطفالا!
وإذا بأنيس يضحك، ضحك رغم توتر أعصابه وقال: عملتم من الحبة قبة.
ولما لم يعره أحد انتباها قال: سمارة فتاة ذات مبادئ، ولكنها أيضا امرأة ذات قلب.
Bog aan la aqoon