فأجاب رجب معابثا: المهم الرحلة لا المعنى!
همهمت سمارة احتجاجا على التعريض بها، ولكن أنيس تشكى قائلا: الظلام يبعث على النوم.
فقال له بحماس: أنعم بالنوم يا ولي الأمر.
والتفت نحو سمارة وقال: يجب أن نتكلم عن شئوننا بصراحة توافق الصدق الفطري المحيط بنا.
يعز النوم على من يشاهد كوميديا غرامية، والصدق يحلو بعد منتصف الليل في طريق سقارة، وها هي ذراعه تزحف فوق مسند المقعد، كل شيء يحتمل أن يحدث في طريق سقارة. - أجل لنتكلم عن حبنا. - نا؟ - نا .. نا .. حبنا هذا ما عنيته تماما. - يتعذر علي أن أتعامل مع إله. - يتعذر علي أن شفتينا لم تتعارفا بعد!
حولت رأسها نحو الحقول كأنما لتصغي إلى صرار الليل والضفادع. وتمتمت ما أجمل النجوم فوق الحقول! ترى أي أفكار جديدة دونت في المذكرة؟ وهل يقدر لنا أن نرى أنفسنا فوق خشبة المسرح ذات ليلة وأن نقهقه مع النظارة؟ - أعرف ما تودين قوله. - هه؟ - إنك لست كالأخريات؟ - أنت تقول ذلك. - ولكن الحب .. - ولكن الحب؟ - إنك لا تصدقينني! - أين الصدق في هذا الظلام؟ وما تعني أصواتنا للحشرات؟ وأنت في الأربعين وعليك أن تغير دورك في الأفلام المقبلة. ألا تدري كيف انطوى كازانوفا الهائل في مكتبة الدوق؟ - لا تقل رواسب برجوازية من فضلك. - فكيف أفسر خوفك؟ - أنا لا أخاف. - إذن فهي عقدة الثقة؟ - سمعتك تردد ذلك في فيلم. - لعلي لم أومن بعد بالجدية، ولكني آمنت بك. - إنها عقدة دون جوان!
أشباح تتراءى في الحقول أو في الرأس، كالقرية في الأيام الخالية. الزوجية والأبوة والطموح والموت. والنجوم قد عاشت بلايين السنين ولكنها لم تسمع بعد عن نجوم الأرض. لا أشباح هناك، ولكنها أشجار وحشية أهملت وسط الحقول. - ممكن أن ألتزم بالبراءة حتى نتزوج؟ - نتزوج! - ولكن بي شيطانا يثور على الروتين. - الروتين؟ - بالإشارة تفهمين كل شيء ، ولكنني لا أفهمك.
أين الشرفة وصوت تلاطم الأمواج أين؟ والجوزة ورائحة الماء وعم عبده أين؟ والخواطر التي تومض كالبرق ترتطم بأشباح الجازورينا ثم تختفي ولكن أين؟ - لماذا رفضت الزواج من الرجل المرموق؟ - لم أقتنع به. - يعني لم تحبيه؟ - إذا شئت. - إنه مثلي في الأربعين؟ - ليس ذلك. - الاقتناع مهم في الاختيار الحر لا في الحب. - لا أدري. - والجنس؟ - سؤال جدير بالإهمال.
وصاح أنيس بصوت بدد دأب الليل: تقعيد وتبويب للسن والحب والجنس يا ذرية علماء النحو!
التفتا نحوه في انزعاج، ثم ضحكا، وقال رجب: ظننتك نائما. - حتى متى نبقى في هذا السجن؟ - مكثنا ساعة. - ولماذا لم ننتحر؟ - كنا نحاول الحب!
Bog aan la aqoon