وتساءلت ليلى: لماذا تغرق العوامة؟
فأجاب العجوز: لغفلة الخفير.
فقال خالد عزوز: بل لغضب الرحمن على من فيها.
فأمنوا على قوله ورجعوا إلى الجوزة. ولما ذهب عم عبده قال علي السيد: حلمت ذات ليلة أنني صرت في طول عم عبده وعرضه.
فخرج أنيس من صمته المألوف قائلا: ذلك أنك تهرب من الأحلام والإدمان!
رحبوا بتعليقه ضاحكين، وسأله علي: ولكن مم أهرب يا ولي النعم؟ - من الخواء!
ولما سكت الضحك استطرد: جميعكم أوغاد عصريون تهربون في الإدمان والأوهام الكاذبة.
وتجنب النظر نحو سمارة. وقهقهت شياطينه العابثة، وتوالت تعليقات: أخيرا نطق! - هذا مولد فيلسوف!
وبات مركز الأنظار، وسأله مصطفى: وماذا عني أنا؟ - هارب من الإدمان والمطلق، يطاردك الإحساس بالتفاهة.
وميز ضحكة سمارة وسط هدير الضحك، ولكنه تجنب النظر إليها. تخيل اضطرابها الخفي، وتخيل وجهها، وتخيل مصارينها، ثم واصل كلامه قائلا: كلنا أوغاد لا أخلاق لنا. يطاردنا عفريت مخيف اسمه المسئولية.
Bog aan la aqoon