Tharthara Fawq Nil

Najiib Maxfuus d. 1427 AH
18

Tharthara Fawq Nil

ثرثرة فوق النيل

Noocyada

وجاء الأصدقاء تباعا كما جاء رجب وسناء. طيلة أسبوع وهما متلازمان. وآنست سناء أخيرا إلى الجوزة حتى همس أحمد نصر في أذن رجب: «البنت صغيرة!» ولكنه أجابه همسا أيضا وهو مرتكز بكوعه على ركبة أنيس: «لست أول فنان في حياتها!» وجعلت ليلى زيدان تردد: «الويل لمن تحترم الحب في عصر لا يكن للحب احتراما!» ولم يجد أحمد نصر من يفضي إليه بأفكاره المحافظة إلا أنيس المسالم، فمال على أذنه قائلا: جميل أن تدعى ساقطة الأمس بفيلسوفة اليوم!

فأجابه أنيس: هذا ما آل إليه حال الفلسفة بصفة عامة.

وفرقع علي السيد بأصابعه ملفتا الأنظار إليه، ثم قال بجدية: على فكرة يجب أن أبلغكم رسالة قبل أن تنسطلوا.

فاتجهت إليه بعض الأنظار، فقال بصوت واضح: سمارة بهجت ترغب في زيارة العوامة!

استقرت عليه الأبصار في اهتمام شامل، حتى أنيس نفسه وإن لم يكف عن العمل: الصحفية؟ - زميلتي الجميلة النابهة!

انقضت فترة صمت للاستيعاب والهضم، وتجلت في الأعين نظرات غامضة، حتى تساءل أحمد نصر: لكن لماذا ترغب في زيارتنا؟ - أنا المسئول عن إثارة اهتمامها بكم بأحاديثي العريضة عن العوامة!

فقال رجب القاضي: أنت طويل اللسان، ولكن أتحب صاحبتك العوامات؟! - ليس الأمر كذلك، ولكنها تعرف أو تسمع عن أكثر من شخص في العوامة. أنا مثلا صديق وزميل، خالد عزوز من قصصه، وأنت من أفلامك. - هل عندها فكرة عما يدور هنا؟ - تقريبا، وجونا ليس بالغريب عليها بحكم عملها وخبرتها بالحياة. - إذا حكمنا عليها بما تكتب فهي جادة لدرجة الرعب. - وإنها لكذلك في الواقع، ولكن في كل إنسان جانب ينشد العلاقات الإنسانية العادية.

فتساءل أحمد نصر في شيء من الضيق: هل لها جولات مماثلة؟ - أظن ذلك. هي ودود حقا وتحب الناس.

فقال أحمد نصر أيضا: ولكنها ستصادر حريتنا. - لا ... لا ... لا، لا تحمل هما من هذه الناحية. - هل تشاركنا فيما نحن فيه؟ - إلى حد ما؛ أعني في الأمور البريئة. - البريئة! هذا يعني أننا سنكون موضوع تحقيق صحفي!

فقال بتوكيد: إنها قادمة للتعارف لا لشيء آخر.

Bog aan la aqoon