Bards
أو اسم
Minstrals
وكلهم يرتلون أو يترنمون بما ينشدون ... فلا شعر في لغة من اللغات بغير إيقاع، وقد يجتمع كله من وزن وقافية وترتيل في القصيدة الواحدة، ولكنه اجتماع نادر في لغات العالم ميسور في لغة واحدة على أكمل الوجوه؛ لامتيازها بالخصائص الشعرية الوافرة في ألفاظها وتراكيبها وهي اللغة العربية.
فالكلمات نفسها موزونة في اللغة العربية، والمشتقات كلها تجري على صيغ محدودة بالأوزان المرسومة كأنها قوالب البناء المعدة لكل تركيب، وأفعال اللغة مقسومة إلى أوزان مميزة في الماضي والمضارع والأمر، وفي الأسماء والصفات التي تشتق منها على حسب تلك الأوزان، ولا نظير لهذا التركيب الموسيقي في لغة من اللغات الهندية الجرمانية ولا في كثير من اللغات السامية؛ فالذي يميز اسم الفاعل وزن متفق عليه في الأفعال الثلاثية والأفعال الرباعية أو الخماسية، ولكنه في اللغات الأوروبية يأتي بإضافة حروف لا يعرف لها وزن مقرر قبل الإضافة ولا بعدها.
ويجب أن لا نتعجل فنحسب أن هذا الفرق في الخصائص الموسيقية يرجع إلى الاختلاف بين الأمم الآرية والأمم السامية - كما توهم بعض المستشرقين وبعض المتعجلين من كتابنا الشرقيين.
فاللغة العبرانية - كما أسلفنا - لغة سامية في أصولها، ولكنها - على ما رأينا - خالية من الوزن والقافية، وتستعيض منهما بالأسطر المتوازية والكلمات المترددة بين السطر الأول وما يليه. وقد كان العبريون يجهلون فنون العروض عندهم حتى انكشفت للباحثين اللاهوتيين بعد ترجمة التوراة والإنجيل واطلاع علماء اللاهوت على أصول اللغات التي كتبت بها أسفار العهدين القديم والحديث، فانكشف للأسقف لوث
Lowth
في القرن الثاني عشر أن أشعار الكتابين لا تجري على وزن محدود، وأن قوام الشعر عند العبرانيين سطر يرددونه لأغراض ستة، وهي: المجاز والاستطراد والتفسير والمبالغة والمقابلة والمقارنة.
ومن أمثلة الترديد لمقابلة المعنى الحقيقي بالمعنى المجازي قول المزامير: «من السيف أنقذ نفسي، ومن يد الكلب أنقذ وحيدتي.»
Bog aan la aqoon