210

Thamarat Yaniqa

الثلثان الأخيران من الثمرات

Noocyada

{قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا، ألا تتبعني أفعصيت أمري، قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي}

المعنى: قيل أراد بالاتباع اللحوق به، وترك الإقامة بين ظهرانيهم، فيكون في ذلك دليل على وجوب الهجرة من الكفار.

وقيل: الاتباع أريد به المجاهدة لهم، والملازمة لطريقة موسى -عليه السلام-، إن قيل: هذا كان من هارون مخالفة وعصيانا لأمر موسى؟

قلنا: في ذلك وجوه:

الأول: أن موسى -عليه السلام- أمره أن يلحق به إن رآه صلاحا، فرأى هارون الإقامة أصلح، وهذا يدل على أن للنبي أن يجتهد.

الثاني: أن الخطاب وإن توجه إليه فالمقصود غيره.

الثالث: أن ذلك كان ذنبا من هارون، وقوله تعالى:{يا ابن أم} قيل: كان أخاه لأمه، وقيل: بل لأبيه وأمه، لكن ذكر الأم استعطافا واسترقاقا.

وقوله تعالى: {لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي}

هذا فيه وجوه:

الأول: أن موسى -عليه السلام- لما اشتد به الغضب لعصيانهم أخذته الدهشة في اللزم برأس أخيه ولحيته، وكان هذا ذنبا من موسى.

الثاني: أنه لم يفعل ذلك على وجه الإهانة، فإن النبي لا تجوز إهانته، ولكن أخذ بهما مبالغة في تأديبه، والغضب في أمر الله يقتضي تأديبه، وإن كان موسى هو الأصغر.

وقيل: أجراه مجرى نفسه، وفعل كما يفعل المتأسف في القبض على لحية نفسه، ورأس نفسه.

وقيل: كانت العادة جارية في ذلك الزمان بالقبض على اللحية والرأس، كما أن العادة في زماننا بالقبض على اليد والمعانقة.وقوله تعالى: {لا تأخذ بلحيتي} المعنى لئلا يوهم على الخطأ وتحصل شماتة الأعداء.

Bogga 210