وعن الحسين بن علي وقيل عن الحسن بن علي -عليهما السلام- :أنه قال لبعض الخوارج في كلام جرى بينهما بما حفظ الله الغلامين؟ قال: بصلاح أبيهما، قال: فأبي وجدي خير منه، فقال: قد أنبانا الله أنكم قوم خصمون.
قال الحاكم: ودلت على أنه يجب على العالم بيان المتشابه كما فعله الخضر -عليه السلام-.
نكتة أخرى: ذكر الحاكم أن الخضر -عليه السلام- قال لموسى عند أن فارقه: كن نفاعا ولا تكن ضرارا، وكن هشا ولا تكن غضبانا، وانزع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة، ولا تعجب من غير عجب، ولا تعيرن أحدا بخطيئته، وابك على خطيئتك يا موسى تعلم ما تعلمت لتعمل به، لا لتحدث به فيكون عليك وباله، ولغيرك نوره، واجعل التقوى لباسك، والذكر والعلم كلامك، وهذا داخلة في الأحكام الشرعية.
قال الحاكم: ومن الناس من يقول إن الخضر حي وهو فاسد؛ لأنه نبي ولا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
إن قيل : في الرواية أنه عزى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في النبي عليه السلام .
قوله تعالى:
{إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا}
قيل: خير بين القتل والأسر، وسماه حسنا بالإضافة إلى القتل.
وقيل: كان في شريعتهم التخيير بين القتل والعفو عن الكفار.
وقوله تعالى:
{أما من ظلم}
قيل: أراد أصر على كفره، ولم يتب.
قوله تعالى:
{فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا}
قد استدل بهذا على أنه يجوز أخذ الأجرة على الواجب، والاستدلال بهذا على الجواز مردود؛ لأن ذي القرنين أنكر عليهم بقوله: ما مكني ربي فيه خير، وقد قال الحاكم في ذلك دلالة على أن الأجرة لا تؤخذ على ما جرى مجرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتدل الآية على أن الإمام يستعين بغيره على دفع المنكر.
قوله تعالى:
Bogga 194