{وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}.
المعنى :أهل قرية فحذف المضاف -لدلالة الحال عليه - مثل فسأل القرية، والمراد ضرب أهل هذه القرية مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم، فأبطرتهم النعمة فكفروا.
قيل: أراد بالقرية مكة، :عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة؛ وذلك أن الله تعالى أنعم عليهم فكانوا آمنين لا يقاتلهم أحد، ومطمئنين لا يزعجهم خوف؛ لأن الطمأنينة مع الأمن والانزعاج مع الخوف
{يأتيها رزقها رغدا} يعني واسعا
{من كل مكان} يعني يحمل إليها من البر والبحر
{فكفرت بأنعم الله} قيل: ذلك بتكذيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقيل: بإخراجه هو وأصحابه.
وقيل: أراد قرية في الأمم الماضية على هذه الصفة :عن الأصم.
وقوله تعالى:{فأذاقها الله لباس الجوع والخوف} استعار اللباس :لما يظهر عليهم من الهزال، وشحوب اللون، وكان كاللباس لغشيانه لهم، واستعار الإذاقة :لما يدرك من الألم لذوق المر.
قيل: بلغ القحط بهم إلى أن أكلوا القد والعلهز (1) ، وهو الصوف المخلوط بالدم، ومنعوا من الميرة، وانقطعت عنهم الأمطار، وأصابهم الجوع سبع سنين، وقصد أهل مكة الجيوش والسرايا من المسلمين، وشن عليهم الغارات، ودعا عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان من دعائه: ((اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعل عليهم سنينا كسني يوسف)) فبلوا بالجو ع حتى أكلوا العظام المحرقة، والعهن.
وثمرة ذلك :
Bogga 141