{ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون، ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
النزول: قيل :إن رجلين اختصما في أرض إلى رسول الله :فقضى باليمين على من هي معه،
فقال المدعي: إنه لا يبالي أن يحلف، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليس لك إلا يمينه برا كان أو فاجرا إن لم يكن لك بينة))
قال: فاحلفه، فنزلت الآية فتلاها صلى الله عليه وآله وسلم عليهما، فقال المدعى عليه الأرض أرضه.
وقيل: المعنى لا تنقضوا عهد الله ,وبيعة رسول الله بما يمنيكم كفار قريش من الدنيا ؛ إن رجعتم إليهم.
وثمرة الآية:
وجوب الوفاء بالعهد، وتحريم أخذ العوض على ترك شيء من أمور الدين ؛من اتباع بدعة ,أو شهادة زور، أو غير ذلك، ويدل على حسن الصبر على أمور الدين.
وهو ينقسم كما تقدم :صبر على الطاعة, وعلى ترك المعصية، وعلى المصيبة، ومنه الصبر على الأذى، ويؤخذ من سبب النزول :أنه يستحب للحاكم تخويف المتداعيين وتحذيرهما من الوقوع في الإثم؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم تلا الآية وكان ذلك سببا في الإقرار والسلامة من الظلم، وفي حديث المتلاعنين قال صلى الله عليه وآله وسلمللملاعنة: ((إنه لرجم في ظهرك بالحجارة خير لك من عذاب الله)).
قوله تعالى:
{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}
المعنى فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كقوله تعالى:{إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم} وكقولك إذا أكلت فسم الله،
وإنما عبرنا بالفعل عن الإرادة؛ لأن الفعل يحصل عندها: فاشتدت الملابسة بينهما.
Bogga 134