Thalathia Al-Burda
ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
Daabacaha
دار الكتب القطرية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٠
Goobta Daabacaadda
الدوحة
Noocyada
وراودته الجبال الشم من ذهب ... عن نفسه فأراها أيماشمم «١»
وأكدت زهدة فيها ضرورته ... ان الضرورة لا تعدو على العصم «٢»
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من ... لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
فالرسول ﷺ هو القدوة، والرسول ﷺ هو الإمام الأعظم، والرسول ﷺ لا ينطق عن الهوى، والرسول ﷺ هو القائل: (أديني ربي فأحسن تأديبي)، محمد هو صفوة الباري وخير خلقه، مدحه ربه ﷾ بقوله الحق «وأنك لعلى خلق عظيم»، ونبى هذه صفاته وهذه أصول تربيته وهذا منطقه وهذا سلوكه، ألا يكون أسوة حسنة؟ فيا أيها المؤمنون الذين امنتم بمحمد، ويا أيها المنكرون الذين كابرتم وعاندتم وأنكرتم بعثته وراعتكم دعوته حتى لم تعودوا تبصرون أو تحكمون العقل لتعلموا أنه يدعو إلى الحق، وأنه الصادق الأمين، وأنه الصابر العابد، وأنه الجلد الثابت، وأنه الزاهد في عرض الدنيا، ولو تحولت له جبالها ذهبا. إنه يدعوكم لما يحييكم، ويبشركم بجنة عرضها السموات والأرض، وهو الشفيع يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وهو الذي اثر أن يكون مع المؤمنين فيعيش مثلهم ويحيا حياتهم ويتألم لالامهم، وكيف لا؟. وهو الذي أرسله ربه بشيرا ونذيرا وقائدا ملهما، وهكذا تظهر إنسانية الرسول ﵊.
ولعل الإمام البوصيري هنا يتمثل بصبر الرسول ﷺ حينما قاطعته قريش، في صبره على ما هو فيه من مرض وعلة، ويدعو الله لأجل رسوله أن يحن عليه ويتفضل بشفائه، وهو زاهد عن هذه الدنيا وملذاتها، ولذته في التقرب إلى الله وفي التمسك بسنة رسول الله ﷺ.
(١) راودته: خادعتهخ، الشم: العالية الشامخة الجلد الشمم والاباء. (٢) ضرورته: حاجته، العصم: يكسر العين وفتح الصاد جمع عصمة وهي الحفظ أي أن الحاجة والضرورة لا سبيل لهما على من عصمه الله وحفظة.
1 / 60