Saddex Nin iyo Haweenay
ثلاثة رجال وامرأة
Noocyada
ودخل ويده ممدودة بالكأس، ورأى راتب بك هذا الموكب، فدهش وقطب، ووضع نسيم الكأس برفق على المنضدة أمام راتب بك وجلس إلى جانبه، وجلست محاسن إلى الخلف قليلا، وتكلف المدير قلة الاكتراث، وتظاهر بأنه لا يراهما، وأقبل على سيجارته يمص وينفخ الدخان.
ولكن نسيما لم يتركه، فقال بلهجة الأسف: إن واجبي ثقيل، وأنا أؤديه وأنا كاره له. فهل أنت مصغ يا راتب بك؟
فقال راتب بك: قابلني غدا في المكتب.
فقال نسيم: آسف، فلن تراني غدا في المكتب.
وقرب الكأس من راتب بك.
ومضى هو في كلامه فقال: خذ رشفة من هذا. تشجع، وثق أن الصدمات لا تلبث أن يفتر أثرها وإن كانت تدوخ في أول الأمر، وبعد أن تفيق تجد أن الشمس لا تزال تشرق، وأن الدنيا ما زالت بخير.
فضجر راتب بك وسأله بحدة: ماذا تريد؟
قال: العجلة من الشيطان. لقد كنت أريد أن أخفف من وقع الخبر الأليم بالتلطف فيه، ولكن كما تشاء، اعلم إذن أننا قررنا - أنا والآنسة محاسن - أن نستقيل من عملنا بالشركة، وإني آسف، ولكن للضرورة أحكاما، ونصيحتي لك أن تتلقى هذا بالصبر.
فكاد الرجل يثب من الغيظ، وهم بكلام، ولكن الله لم يفتح عليه بأكثر من: من أنت يا ... يا ... ولعله خشي أن يخسر المعركة إذا هو جازف بمنازلة هذا الفتى الذرب اللسان، فأمسك وانحط على الكرسي.
وقال نسيم وهو يخرج ويجر محاسن: ليس هذا ما كنت أتوقع، وإني لأعلم أنها صدمة قوية، فإن الخسارة لا تعوض، ولكني كنت أظن أنك أعقل وأذكى من أن تحاول إقناعنا بالبقاء، لا لا، كان ظني بك غير ذلك.
Bog aan la aqoon