Saddex Nin iyo Haweenay
ثلاثة رجال وامرأة
Noocyada
ومضى عنه وهو يطرف ويغمز بعينه، فلو استطاع محمود أن يخنقه وهو آمن لفعل.
2
ولم يكن محمود في ذلك الوقت قد فاز بوظيفته في الحكومة، فإن أباه كان لا يزال يسعى، فوسعه - أي محمود - أن يعد نفسه صحافيا محترفا لا هاويا، ولما انتقلت الخيل إلى الإسكندرية انتقل معها.
واتفق يوما أنه كان يستريح على رمال الشاطئ في جليم بعد أن سبح حوالي ساعة، وكاد النعاس يغلبه، وهو مستلق على ظهره وذراعه على عينه، وإذا بصوت ناعم موسيقي النبرات يقول: والله عال، كأنه في بيته، وفي غرفة نومه، وعلى سريره! ترى بأي شيء يحلم؟
ولم يخطر له أنه هو المقصود، فإن الناس كثر، ولكنه تنبه ونحى يده عن عينه ورفع رأسه قليلا لينظر، ثم استوى جالسا، فقد رأى فتاة عليها برنس جاثية على ركبتيها وعاكفة عليه تتأمله كأنه حيوان غريب قذف به الموج.
وقال: معذرة، من أنت؟ هل أعرفك؟
قالت وهي ترد الضحك وتغالبه: كلا، ولكن المظلة تعرفني.
فصعد طرفه إلى فوق، فإذا هو تحت مظلة كبيرة مخططة لم يفطن إلى وجودها، ولم يشعر بها حين ارتمى على الأرض وقد تحلل به الإعياء وأنهكه جهد السباحة، ولم يسعه إلا أن يعتذر للفتاة ويرجو منها الصفح، وهم بالنهوض فردته بإشارة وقالت: لا تذهب، ولكن تنح قليلا فإن الشمس حامية.
فوسع لها، فدخلت تحت المظلة وقالت: كلا، لا تذهب فإن لك فائدة؛ إن ها هنا شبانا يلاحقونني ويضيقون علي.
قال: مجانين.
Bog aan la aqoon