355

Fududeynta Tafsiirka

تيسير التفسير

Noocyada

{ ترى } بعينيك برؤية الأثر، أو تعلم يا محمد أو يامن تصلح للرؤية { كثيرا منهم } من أهل الكتاب عموما، وقيل المراد اليهود وهو أظهر ككعب بن الأشرف وأصحابه، وقد خرج جماعة منهم إلى مكة ليتفقوا مع المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين فلم يتم لهم ذلك { يتولون الذين كفروا } أشركوا من قريش أو غيرهم ويفضلونهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بغضا لهم وحبا لذلهم والله يأبى إلا نصرهم وعزهم { لبئس ما قدمت لهم أنفسهم } لبئس الذى قدمته لهم أنفسهم أو لبئس هو شيئا قدمته لهم أنفسهم { أن سخط الله عليهم } مخصوص بالذم على حذف مضاف، أى موجب سخطه عليهم لأنهم لا يقدمون السخط فى الدنيا وهو عذاب الآخرة أو ما يلحقهم في الدنيا من الأسواء إذ ليس تقديم ذلك فى وسعهم ولا محبوبا لهم بل يقدمون أفعال السوء واعتقاد السوء وهى الموجبة لعذاب الآخرة، أو المخصوص محذوف أى عملهم الذى عملوه فيكون أن سخط الله عليهم علة أى لأنه سخط الله عليهم به أو بدلا منه، وإن جعل إن سخط بدلا من ما على أنها موصولة أو معرفة تامة جاز، بل جاز ولو على أنها نكرة وإبدال المعرفة من النكرة أولى من تكلف تقدير لبئس الشيء شيئا قدمته لهم أنفسهم سخط الله، على أن سخط بدل من المخصوص المقدر وهو شئ { وفى العذاب هم خالدون } الجملة معطوفة على خبر إن المخففة فينسحب عليها التأويل بالمصدر أى سخطه وخلودهم في العذاب.

[5.81]

{ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبى } جنس أنبيائهم كموسى وعيسى والضمير لأهل الكتاب { وما أنزل إليه } من التوراة والإنجيل وغيرهما { ما اتخذوهم } أى ما اتخذوا مشركى قريش وغيرهم { أولياء } يحبونهم من قلوبهم ويوادونهم ويسارونهم ويعينونهم فإن الإيمان بالأنبياء والكتب ينافى ذلكن ويجوز أن يراد بالنبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " وبما أنزل القرآن، وصح ذلك مع إنكارهم لهما لأنهما حق ظاهر كالمشس فلم يعتبر إنكارهم أو يقدر في هذا الوجه ما اتخذوهم أولياء فينجو من العذاب، وإن رجعنا الضمير في قوله ولو كانوا يؤمنون إلى المنافقين ولو لم يجر لهم ذكر لكان المراد سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم والقرآن فتكون الهاء في اتخذوهم للذين كفروا أى المشركين أو لأهل الكتاب الذين اتخذوا الكفار أولياء أو لأهل الكتاب والمشركين { ولكن كثيرا منهم فاسقون } خارجون عن حكم التوراة والإنجيل، أو مستمرون في النفاق، والمراد بالكثير مقابل القلة المعادلة لهم أى والقليل غير فاسق من أهل الكتاب بل مؤمن من أول، أو يتوب، والقليل من المنافقين يتوب أيضا.

[5.82]

{ لتجدن أشد الناس } الكتاب في اليهود وحدهم أو مع غيرهم قبل وبعد، فالمراد أنهم أشد عداوة أهم اليهود أم غيرهم فالأولى أن اليهود مفعول أول وأشد ثان لا العكس، إلا أنه جائز والمراد بالناس { عداوة للذين آمنوا اليهود } عموما وقيل يهود المدينة والمشاهد وعموم اللفظ يقتضيان العموم { والذين أشركوا } من أهل مكة لتضاعف كفرهم وجهلهم وحبهم الدنيا وللذات ورغبتهم في تكذيب الأنبياء وتسفيه الحق، وقيل: المراد المشركون مطلقا وقدم اليهود لأنهم أشد عداوة من المشركين؛ ولأن الكلام فيهم { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى } ذلك في جملتهم لا فى خصوص من أسلم منهم، ومن شأنهم لين الجانب ورقة القلب وقلة الرغبة فى الدنيا، ومن شأنهم الاهتمام بالعلم والتعلم، ولو كانت القسوة والغلظة قد توجد في بعضهم وفي بعض الأماكن وبعض الأزمنة، وكفرهم ولو كان أشد من كفر اليهود كالتثليث لكن يقارنه بعض الميل إلى الآخرة ونحو مما لا يوجد في اليهود، والنصارى لما قال عيسى من أنصارى إلى الله قالوا نحن أنصار الله، واليهود لما قال لهم موسى ما ذكر الله عز وجل قالوا اذهب أنت وربك فقاتلا، وقد أسلم من النصارى ومن التحق بهم من الروم قرى لا تحصى وإلى الآن يسلمون عام ألف وثلاثمائة وأحد عشر، ومما يوضح لك ذلك أن مما تدين به اليهود وجوب إيصال الشر إلى من خالفهم في دينهم نصرانيا أو مسلما أو غيرهما من كل من يستحل السبت يرون حل دمائهم وأموالهم، ودانت النصارى بتحريم الأذى، ولا يخفى أن حب الأذى بالديانة يكون أشد منه بالتشهى وبعارض قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" ما خلا يهودى بمسلم إلا هم بقتله "

، رواه ابن مردويه، وروى

" إلا حدث نفسه بقتله "

، وأراد مسلم الدخول على يهودى فرد الباب عنه وبينهما معرفة فقال له المسلم في ذلك فأجابه بأن في دينى وجوب قتلك إن قدرت عليك وقد قدرت إن خلوت بك وأنا أحبك ولا أريد قتلك وهذه منه خيانة مبنية على أخرى { ذلك } أى قرب مودتهم الزائد { بأن منهم قسيسين } علماء، قال عروة بن الزبير: ضيعت النصارى الإنجيل وأدخلوا فيه ما ليس منه وبقى واحد منهم على الدين والحق، واسمه قسيس فكانوا يسمون من على دينه قسيسا حتى أنه ينتحل هذا الاسم من ليس فيه معناه، وقد قيل من قس بمعنى قص وهم تتبع الأثر وهم يتبعون العلم والحكم ويتبعون أواراد الليل { ورهبانا } عبادا خائفين الله من الرهبة بمعنى الخوف أو الترهب بمعنى التعبد مع الرهبة وهو جمع راهب كراكب وركبان وهو لفظ عربى { وانهم لا يستكبرون } عن الحق ولو لم يؤمنوا كما تستكبر اليهود وقوله.

[5.83]

Bog aan la aqoon