308

Fududeynta Tafsiirka

تيسير التفسير

Noocyada

{ يآ أيها الناس } أهل مكة، كما هو معتاد فى يا أيها الناس، ويدخل غيرهم قياسا ومن خارج، أو المراد الكفار مطلقا، أو كل الناس، وهو أولى لعمومه { قد جآءكم الرسول } محمد صلى الله عليه وسلم { بالحق من ربكم } القرآن وسائر ما ينزل عليه بالحق، بتعلق بجاء، أو بالرسول أو المراد ملتبسا بالحق، أو يجعل الحق جاثيا، أو بسبب إقامة الحق هو التوحيد ودين الإسلام والقرآن، ومن ربكم يتعلق بجاء، أو بالرسول، أو حال عن الحق، والمعانى تختلف بذلك، وحاصلها واحد { فأمنوا } أى بربكم أو بالحق أو بالرسول { خيرا لكم } أى إيمانا خيرا، أى نافعا، أو إيمانا أفضل من غيره، لأن الكفرة يدعون أن فى الكفر خيرا، أو صفة مؤكدة، وفيه أن أصل التوكيد لمذكور، لا لمحذوف وأيضا لأهل الكتاب إيمان ببعض كالبعث، إلا أنه دون الإيمان الكلى، أو يكن الإيمان خيرا، أو أقصدوا خيرا، أو افعلوا خيرا، أو ائتوا خيرا، ولا تكلف فى حزمه على الجواب، كما مر، لأنه ولو كان المعنى، إن آمنتم يكن الإيمان خيرا بحذف الشرط والجواب، لأن ذلك كشىء يقصد معناه ولا يعتبر لفظه { وإن تكفروا فإن لله ما فى السماوات والأرض } أى فهو غنى عن إيمانكم، لأن لله ما فى السماوات والأرض، لا يضره كفركم ولا ينفعه إيمانكم، أو فهو قادر على تعذيبكم، لأن لله الخ، أو فقد كابرتم عقولكم،لأن لله الخ ما يدل على ثبوت ما نفيتم { وكان الله عليما } بكل شىء، ومنها أحوالكم { حكيما } فى كل ما يفعله ومنها تعذيبكم.

[4.171-173]

{ يآ أهل الكتاب } الإنجيل، بدليل، إنما المسيح، فأهل الكتاب النصارى، أو الأصل اليهود والنصارى، والكتاب التوراة والإنجيل { لا تغلوا فى دينكم } لا تتجاوزا الحد فيه، فغلوا اليهود هو قولهم إنه ساحر وأنه ولد زنا، وقولهم عزير ابن الله ونحو ذلك، وغلوا النصارى قولهم إنه إله أو ابن إله أو أنه الله،ويدل لكون الخطاب للنصارى قوله: إنما المسيح { ولا تقولوا على الله } فى عيسى ولا فى غيره { إلا الحق } نزهوه عن الشريك والولد والصاحبة، أى الأمر الحق، لجواز نصب القول المفرد الذى تضمن جملة فصاعدا، كقلت خطبة، وقلت قصيدة، أو إلا القول الحق { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله } لا إله ثالث، لا ابن الله، ولا الله، فرسول خبر { وكلمته } لأنه وجد بقوله كن، أى بتوجيه الإرادة إلى وجوده { ألقاها } أوصلها { إلى مريم } وحصلها { وروح منه } أى وذو روح صادرة من الله بلا واسطة أب، وهى الروح التى خلقها الله جل وعلا لعيسى عليه السلام لم ترجع فى آدم بعد خروجها منه فله سبب بعيد فقط، ولكل مولود سواه سبب بعيد، وهو قولم كن وقريب، وهو المنى ونحوه ولآدم، وليس مولود السبب البعيد فقط، وقيل: جعل قول كن كالمنى الذى يلقى فى الرحم، وأنه استعارة، وقوله تعالى منه بيان، لقوله فى عيسى إنه روح الله فإن معناه، أن روحه روح الله وملك له، فليس فيه مدح زائد على كون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيب الله من حيث إن روحك أعز عندك من حبيبك، لأنه ليس فى الآية سوى أن روحه من الله شريفة، لم يتوسط فيها أب، وأما أن يقولوا: إنه جزء من روح الله، أو هى روح الله كلها فلا يصح لعاقل، لأن الله جل وعلا لا يتجزأ ولا يتصف بالروح ولا بالحلول، فلو كان ذلك لبقى الله بلا روح، أو بروح ناقصة، بانتقال بعضها إلى عيسى فى زعمهم إن زعموه، وذلك من صفات الخلق، ولم يختص عيسى بذلك، ففى إنجيل لوقا، قال يسوع لتلاميذه: إن أباكم السماوى يعطى روح القدس الذى يسألونه، وفى إنجيل متى، أن يوحنا امتلأ من روح القدس وهو بطن أمه، وفى التوراة قال الله تعالى لموسى عليه السلام: اختر سبعين من قومك حتى أفيض عليهم من الروح التى عليك، وفيها فى حق يوسف عليه السلام، يقول الملك، هل رأيت مثل هذا الفتى الذى روح الله عز وجل حال فيه، وفيها، أن روح الله حلت على دانيال وغير ذلك، وناظر بعض النصارى بعض أكابر المسلمين بأن فى القرآن ما يشهد بأن عيسى جزء من الله تعالى، وتلا قوله تعالى: وروح منه، فعارضه المسلم بقوله تعالى: وسخر لكم ما فى السماوات وما فى الأرض جميعا منه، فيلزم أن تكون الأشياء جزءا منه، وهو محال باتفاق، فأسلم النصرانى، والمسلم هو على بن الحسين الواقدى، والنصرانى طبيب حاذق عند الرشيد، وفرح الرشيد بذلك فرحا شديدا، فأعطى عليا صلة فاخرة فإن فى ذلك من للابتداء، لا للتعيين، فذلك الروح كسائرالأرواح، أو هى ريح من فى جبريل، نفخها فى ذراعها، والنصارى لعنهم الله قالوا، مريم زوج الله ولد منها عيسى، فلاهوتيته، أى إلهيته من جهة الأب، تعالى الله، وناسوتيته، أى إنسانيته، من جهة الأم، فنفى الله جل وعلا لاهوتيته وأثبت ناسوتيته، ولا نطفة فيه من أمه أيضا، كمثل آدم، خلقه من تراب، وقيل سمى روحا، لأنه يحيى الموتى والقلوب، وقيل، روح منه بشارة من الله عز وجل لها على ألسنة الملائكة، كما قال تعالى:

إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه

[آل عمران: 45] وقيل، روح بمعنى رحمة، كما قال تعالى:

وأيدهم بروح منه

[المجادلة: 22]، فى تفسير، وقيل، سر من أسرار الله عز جل، وقيل ذو روح، وقيل، جبريل فيعطف على الضمير فى ألقى { فأمنوا بالله ورسله } عيسى عليه السلام إيمانا خالصا { ولا تقولوا ثلاثة } أى الآلهة ثلاثة، الله وعيسى ومريم، لقوله تعالى،

أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله

[المائدة: 116]، ولا تقولوا الله ثلاثة، كما حكى عن النصارى مذهب ثان: أن الله جل وعلى جوهر مركب من ثلاثة أقاليم، الأب والابن وروح القدس، ويريدون بالأب الذات، وبالابن العلم، وبروح القدس الحياة والصحيح عنهم القول الأول، وكلا القولين باطل، والقائلون منهم بألوهية مريم انقرضوا، ولذلك أنكر نصارى العصر القول به، كما أن القائلين عزير ابن الله طائفة من اليهود انقرضوا { انتهوا } عن التثليث والتجسيم { خيرا لكم } مر مثله { إنما الله إله واحد } بالذات لا جزء له ولا شريك { سبحانه } أسبحه، أى أنزهه، أو سبحوه، أى نزهوه { أن يكون له ولد } عن أن يكون له ولد، فإنه يكون للأجسام، والله غير جسم ولا عرض، والجسم والعرض يستحقان الموجد، فيتسلسل أو يدور، وكلاهما محال، ذكر نصرانى أن حروف البسملة بالتقديم والتأخير تقيد كلاما، هكذا المسيح ابن الله المحرر، وأجابه البوصيرى صاحب الهمزية بأنها بذلك تفيد نقض ذلك هكذا، إنما الله رب المسيح راحم، المسلمين، سل ابن مريم أحل له الحرام، لا لمسيح ابن الله المحرر، لا مرحم لك أم أبناء السحرة، رحم حر مسلم أناب إلى الله لله نبى مسلم حرم الراح وهكذا عبارات لا تنحصر، وحساب حروفها سبعمائة وسنة وثمانون، كحروف قولك، إن مثل عيسى كآدم، ليس لله من شريك، ولا أشرك بربى أحدا، يهدى الله لنوره من يشاء، والولد إنما يكون لمن يعادله مثل ويتطرق إليه فناء فيحلفه ولده، وتتوكل الأمور له وتقوم عنه والله حافظ قائم بكل ما سواه، ولذلك لا تلد الملائكة ولا أهل الجنة، وكل موجود سواه ملك له، فلا يتصور أن شيئا ملك له وولد له، ولذلك قال الله { له ما فى السماوات وما فى الأرض } لا يحتاج ولا يماثله شىء يكون له ولدا، أو الولد يكون مالكا، فلا يكون له مالكا لجميعها { وكفى بالله وكيلا } قائما بحفظ الأشياء، غير محتاج ولا مستكمل، وشاهدا على ذلك لا يحتاج لحافظ يحفظ معه كالولد، روى أن وفد نجران قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تعيب صاحبنا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأى شىء أقول؟ قالوا: عبد الله ورسوله، قال: إنه ليس بعار أن يكون عبد الله، قالوا: فنزل قوله تعالى:

Bog aan la aqoon