260

Fududeynta Tafsiirka

تيسير التفسير

Noocyada

يدفع عنه اللعن والعذاب، فكيف يكون مقلدوهم، وهم أهل مكة أهدى من الذين آمنوا.

[4.53]

{ أم لهم نصيب } إضراب وتهكم، ونفى أن يكون لهم نصيب، أى بل ألهم نصيب { من الملك } ملك الملوك، أو ملك العلم أو النبوة، ادعت اليهود أنه يرجع إليهم الملك آخر الزمان، ويكون الناس على دينهم، وأنهم أولى بالملك والنبوة من العرب، فكذبهم الله عز وجل ، بأنه لا ملك ظاهر وباطن وهو ملك الأنبياء { فإذا لا يؤتون الناس } مطلقا أو الفقراء، أو محمدا صلى الله عليه وسلم وأتباعه رضى الله عنهم { نقيرا } مقدار نقرة الإبهام، أن نقرة النواة إن كانوا ملوكا، ومن كان هذا حاله وهوملك فيكف حاله إذ كان فقيرا ذليلا، ومن حق من أوتى الملك أن ينعم على الرعية، وبالبر يستعبد الحر والانقياد إلى الغير مكروه طبعا، فلا ينقاد الناس إلا لمن فيه نفع لهم، وبالنفع يثبت ملكه.

إذا ملك لم يكن ذاهبه

فدعه فدولته ذاهبه

أى إذا لم يكن صاحب عطاء فدولته تذهب.

[4.54-55]

{ أم يحسدون } بل أيحسدون { الناس } رسول الله صلىالله عليه وسلم وأصحابه والعرب والناس، لأن ما أوتى من النبوة وتوابعها لهم كلهم، إلا من أبى، أو الناس محمد صلى الله عليه وسلم وقد حسدوه على تسع نسوة، وقالوا لو كان نبيا لما كان له تنعم بالتسع وعموا هما أوتى داود من النساء ومن الملك وكذا سليمان { على مآ ءاتاهم الله من فضله } من النبوة و الكتابة والإعزاز وقد جمعوا الجهل المانع من الملك على الباطن والبخل والحسد المانعين من الملك على الظاهر، لأن الناس لا ينقادون للبخيل لعدم نفعه، أو الحسود لعدم نفعه؛ ولأنه ينتزع منهم ما عناهم فهو أقبح من البخيل قال أبو بكر الأصم كانوا أصحاب بساتين وأموال وقصور مشيدة وفى عزة ومنعة على ما عليه أحوال الملك، ومع هذا كانوا يبخلون على الفقراء بأقل قليل ولو من اليهود { فقد ءاتينآ ءال إبراهيم } أسلاف محمد صلى الله عليه وسلم وأبناء عمه، إذ هم من ذرية إسحاق أخى إسماعيل جده صلى الله وسلم عليهم { الكتاب } جنس الكتاب، كصحف إبراهيم، وصحف موسى والتوراة، والزبور والإنجيل، وما أوتى نبى فقد أوتى آله { والحكمة } النبوة { وءاتيناهم ملكا عظيما } فلا يبعد أن يؤتى الله العرب مثل ما أوتى أبناء عمهم، قال ابن عباس رضى الله عنه وقال مجاهد، الحكمة الفهم والعمل، والملك العظيم النبوة، لأن الملك من له الأمر والطاعة، والأنبياء لهم الأمر والطاعة ، ولداود تسع وتسعون امرأة، ولسليمان ثلاثمائة امرأة، ومثلها سرية وقيل سبعمائة سرية:

{ فمنهم } من اليهود وغيرهم { من ءامن به } بإبراهيم أو محمد صلى الله عليهما وسلم، أو بحديث آل إبراهيم { ومنهم من صدعنه } أعرض عنه ولم يؤمن به فلم يوهن أمره وأمر آله كفاهم به، فكذلك لا يوهن أمرك كفر هؤلاء اليهود وغيرهم بأمرك { وكفى بجهنم سعيرا } تمييز، ولو كان وصفا، لأن المراد نارا سعيرا، ولم يقل سعيره لأن سعيرا فعيل بمعنى مفعول، كامرأة كحيل، أى مسعورة، أى موقدة يعذبون بها، فإن لم يعاجلوا بعقاب فى الدنيا ثم بها فى الآخرة فكفى بها فى الآخرة.

[4.56]

Bog aan la aqoon