Fududeynta Tafsiirka

Qudb Atfayyish d. 1332 AH
192

Fududeynta Tafsiirka

تيسير التفسير

Noocyada

[3.126]

{ وما جعله } أى الإمداد بالملائكة الذى أمدكم به ببدر، أو الوعد بالإمداد، أو التسويم، أو تنزيل الملائكة أو النصر، و الصحيح الأول، أو الموعود به فى أحد، المتوقف إنجازه على الصبر والثبات، ولا إشكال فى التبشير على وعد شرط { الله إلا بشرى لكم } ، أى لأجل شيء إلا للبشرى، أو ما صبره إلا بشرى، وهو اسم مصدر بمعنى التبشير، وهو الإخبار بخير يظهر به أثر الفرح فى البشرة، أى جلدة الوجه، وإذا استعملت فى الشر فتهكم أو مشاكلة وقيل حقيقة لظهور أثر البؤس على البشرة أيضا، والصحيح أنه مجاز فى الشر، لأنه لا يستعمل فيه إلا لقرينة { ولتطمئن } تكن عن الخوف { قلوبكم به } عطف على المعنى، أى للبشرى والتطمين، وفاعل الاطمئنان غير فاعل الجعل والتبشير، فجر باللام، أو يقدر، وفعلت ذلك لتطمئن به قلوبكم، النفوس جبلت على مراعاة الأسباب، روى ابن إسحاق، أن سعد بن مالك كان يرمى فى غزوة أحد وفتى شاب كان ينبل له كلما فنى النبل أتاه به، وقال: ارم يا أبا إسحاق ارم يا أبا إسحق، فلما انجلت المعركة سأل عنه فلم يعرف { وما النصر } المعهود الواقع بإمداد الملائكة { إلا من عند الله العزيز الحكيم } لا تتوهموا أنه بكثرة الملائكة يوم بدر ولا بكثرة العدد والعدة فى موضع ما، ومن حكمته أن يذل الكثير، ويعز القليل إذا شاء ولو بلا واسطة.

[3.127-129]

{ ليقطع } يهلك متعلق بنصر، من قوله:

ولقد نصركم الله ببدر

[آل عمران: 123]، وما بينها بيان لكيفية وقوع النصر، وإذ تقول ظرف لنصركم، أو متعلق بقوله: { من عند الله } ، على أنه النصر المعهود، والمعلل بالبشارة الإمداد الصورى، قيل: ويجوز تعليقه بالنصر من قوله: وما النصر، ولو جعلنا إذ تقول بدلا من إذ غدوت، لكن فيه الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبى، وهو الخبر، واعترض أيضا بأن فيه قصر النصر المخصوص المعلل بعلة معينة على الحصول من جهته تعالى، مع أن مراده الآية قصر حقيقة النصر المعهود { طرفا من الذين كفروا } جماعة فقط، لا الكل، سماهم طرفا لأنه لا وصول إلى الوسط إلا بعد أخذ الطرف، كقوله تعالى:

قاتلوا الذين يلونكم من الكفار

[الأنبياء: 123]، وقوله:

أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها

[الرعد: 41]، وذلك بقتل سبعين وأسر سبعين ببدر من صناديدهم، ومن يليهم فى العزة والإعانة، وقيل الطرف الجماعة الشرفاء، وذلك أنهم يتقدمون فى السير ومن ذلك قولهم، الأطراف منازل الأشراف { أو يكبتهم } يشدد غيظهم، وذلك لو يوقع الوهن فى قلوبهم، أو يصرعهم على وجوههم، قيل: أصله الغيظ والغم المؤثر، وهو مادة على حدة ولا حاجة إلى دعوى أنه التاء بدل من الدال، من قولهم، كبده أصاب كبده بضر، كحزن إلا أنه قرىء، أو يكبدهم وهى قراءة مقوية لدعوى الإبدال، ولعل القراءة إن صحت، قراءة التفسير لا تلاوة { فينقلبوا } يرجعوا بالانهزام { خآئبين } مما رجوا، منقطعى الآمال وأو للتنويع، فإن ذلك كله وقع ببدر، لا بعضه فقط، وإن جعلنا ذلك فى أحد فقد قتل من الكفرة ستة عشر أو ثمانية عشر، وقتل صاحب لوائهم، وكان النصر للمسلمين إلى أن انتقلوا عن المركز الذى أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلنزموه ولما كسر عتبة بن أبى وقاص، أو عبد الله بن قمثة بحجر رباعيته، بفتح الراء وتخفيف الياء بعد العين، وهى السن بعد الثنية والناب، وذلك منه فى الفك الأسفل الأيمن حتى إنه صلى قاعدا، وصلوا وراءه قعودا، وشج وجهه يوم أحد، قال:

Bog aan la aqoon