Fududeynta Tafsiirka

Qudb Atfayyish d. 1332 AH
179

Fududeynta Tafsiirka

تيسير التفسير

Noocyada

{ ولله على الناس حج البيت } حج مبتدأ خبره الله، وعلى متعلق بالله أ لأنه ناب عن ثابت أو ثبت المقدر، أو بمحذوف حال من المستتر فى لله، ولا يحسن جعل وجعل الله متعلقا به أو بالمقدر، أو حالا من الضميرالمقدر، لأن للعامل المعنوى لا يتقدم عليه معموله فى الأفصح ولو ظرفا، وإن قدرنا الكون خاصا مثل واجب فلا ضمير فى لله، وحذف لفظ واجب، وهو خبر مع الضمير فيه، فيتعلقان بواجب، أو الثانى بحال من ضمير واجب، والحج القصد، أى القصد للبيت بوجه مخصوص، وهو الإحرام والوقوف والطواف وسائر ما يجب فى ذلك { من استطاع إليه سبيلا } أى على مستطيعهم، فمن بدل بعض من الناس، والرابط محذوف، أى من استطاع منهم، ويضعف أن يراد بالناس مخصوص، فيكون من يدل كل، والمخصوصون من قدر بمعنى جنس القادرين الذين رأيتموهم يحجون، وقدر بعض أعنى من استطاع، وكون من فاعل حج فيكون الوجوب على المجموع لا على الجميع، أو بمعنى يجب عليهم أن يأمروا مستطيعهم بالحج، وعلى كل حال المراد المستطيع طريقا بالزاد والراحلة كما رواه الحاكم والدارقطنى، ودخل فيه أمان الطريق ومرافقته الأصحاب، وروى الدراقطنى أيضا، ظهر بعير، وصحة الأبدان، ووجود الدليل، ووفقه الأهل الواجبة حتى يرجع، إذ لا منفعة فى الزاد والراحلة مع عدم الدليل، لأنهم يضلون، ولا مع المرض إذ لا يتماسك على الراحلة، أو لا يدرى كيف يؤذى، ولا مع عدم الأصحاب لأن الواحد شيطان والاثنين شيطانان، ولا مع الخوف من عدو أو سبع، إذ قد يموت، فأين الحج، ولا مع تضييع حق الأهل فى النفقة، ومن قدر على المشى لقوته أو للقرب لم تشترط له الراحلة، فظهر أن ما ذكر فى الأحاديث السابقة ليس على الحصر، وقد روى البيهقى عن ابن عباس موقوفا،إن السبيل صحة البدن وثمن الزاد والراحلة من غير أن يجحف به،وما ذكرته هو مذهبنا ومذهب أبى حنيفة، وأما الشافعى فاقتصر على ما فى الحديث، وأما مالك فيقول بالمال أو بالقوة، فأوجب على القادر أن يحج برجليه ويكسب، والآية تشمل المشركين، فيجب عليهم أن يسلموا مطلقا ويحجوا إن استطاعوا، وهم مخاطبون بالفروع لهذه الآية ونحوها كالأصول، ولا إشكال فى قولك، يجب على المشرك الحج، فإن لم يحج أو كفر بالحج فإن الله غنى، نعم يثقل لأنه كان شرط الإسلام، وأن الخطاب فى سائر العبادات للمؤمنين فليكن هذا من ذلك، والآية حجة علىأن الاستطاعة قبل الفعل، وقولك هى مع الفعل لا قبله إلا الحج فقبله لا يتم، إذ لا يتصور الفرق بين الحج وغيره، والاستطاعة بمعنى سلامة الآلة قبل الفعل مطلقا، وبمعنى علاجه معه مطلقا { ومن كفر } بالله أو بالحج، وقال ليس عبادة، أو ليس واجبا { فإن الله غنى عن العالمين } مؤمنيهم وكافريهم، جنهم وإنسهم، وملائكتهم، وإنما منفعة المطيع له، ولا يحتاج الله لشىء، وذلك الكافر من جملة العالمين، فإن الله غنى عن عبادته، أو أراد بالعالمين من كفر لما نزل ولله الآية، جمع صلى الله عليه وسلم الملل الست وقال:

" إن الله كتب عليكم الحج فحجوا "

، فآمنت به ملة، وكفرت به خمس، فنزل قوله تعالى: { ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين } ، ونزل فى خصوص أهل الكتاب، لأنهم أحق بالإيمان قوله تعالى:

{ قل يا أهل الكتاب لم تكفرون } تجحدون { بأيآت الله } القرآن وسائر الوحى إلى وسائر معجزاتى الدال ذلك كله على صدقى فيما أقول، من وجوب الحج وغيره، وقيل المراد بقوله، ومن كفر من لم يحج تغليظا، كأنه مشرك، كما جاء فى الحديث،

" من قدر ولم يحج بلا عذر، فإن شاء مات يهوديا أو نصرانيا "

وكما هدد عمر أهل المستطيعين بضرب الجزية، وقال والله ما هم بمسلمين، والله ما هم بمسلمين، والآية ظاهرة فى أن أهل الشرك، ولو احتملت الكفر العام بكفر الشرك وكفر النفاق، وفى الحديث،

" ومن ترك الحج لا يخاف عقوبة ومن حج لا يرجو ثوابا كفر "

، والله غنى عن العالمين، وكان أهل الكتاب ينكرون وجوبه، ونزلت الآية ردا عليهم، كما قال { والله شهيد على ما تعملون } فيجازيكم على تحريفكم وسائر أعمالكم، وخصهم لأن كفرهم أقبح إذ معرفتهم بالآيات أقوى، ويشاهدون صدقه فى كتبهم، فهم كافرون بكتبهم إذ أنكروا ما فيها، ولو زعموا أنهم آمنوا.

[3.99]

{ قل يآ أهل الكتاب } كرره للتأكيد والإشعار بأن الصد وحده مهلك كما أن الكفر وحده مهلك { لم تصدون } تصرفون { عن سبيل الله } القرآن وسائر الوحى والمعجزات بالتحريف وبتبديل صفات النببى صلى الله عليه وسلم وكتمها، وبمنع مريد الإيمان عنه، إذ قيل لهم، هل تجدون محمدا فى التوراة؟ قالوا، لا: اكفر به ولا تؤمن، وبإلقاء الفتنة بين الأوس والخزرج بتذكير الحروب السابقة بينهم فى الجاهلية فيرجعون إليها ويخالفونه صلى الله عليه وسلم { من ءامن } بها { تبغونها } أى السبيل { عوجا } تطلبون السبيل معوجة، أو ذات عوج، أو تبغون لها عوجا بالتحريف، وما ذكر معه، فهو متعد لاثنين بمعنى تصيرونها عوجا، أو لواحد، فيقدر تبغون لها، أو عوجا حال من ضمير النصب أو الرفع، أى ذات عوج، أو ذوى عوج { وأنتم شهداء } من التوراة والإنجيل بأن محمدا صلى الله عليه وسلم على الحق، وأنكم مخالفون للحق، أو أنتم شهداء فى قومكم عدول عندهم، كلامكم نافذ فيهم { وما الله بغافل عما تعملون } من الصد عن الحق فى السر والمكر جهدكم.

Bog aan la aqoon