" تجيب صاحبها بما سمعت منه من تسبيح أو تهليل أو تكبير "
{ ذلك } المزين بفتح الياء، كله { متاع الحياة الدنيا } يتمتع به، ويغنى مع ما فيه من الكدر، تكفر المرأة العشير، كما جاء، أن المرء مفتون بولده { والله عنده حسن المئاب } المرجع، وهو الجنة فاكتسبوها بذلك، أو بترك تلك الأموال.
[3.15-16]
{ قل } للناس كما عم في قوله زين للناس أولى من أن يقال، قل لقومك { أؤنبكم بخير من ذلكم } أى من ذلكم المزين من الشهوات، والاستفهام لتحقيق خيرية ما عند الله على ذلك، والخير ية الزيادة المطلقة، أو من قبيل ، العسل أحلى من الخل، أو باعتبار أن الخير متحقق فى مستلذات الدنيا، إذا كانت على وجه قصد الدين، واستأنف بقوله { للذين اتقوا } الخ، أو بقوله { عند ربهم } الخ، أى عندهم، أو بقوله { جنات تجرى من تحتها الأنهأر خالدين فيها وأزواج مطهرة } أى هو جنات، وفى الأوجه الثلاثة تفصيل بعد إبهام، والاستئناف نحوى أو بيانى، أى ما هو ولمن هو، والتقوى اجتناب الكبائر، أو مع الصغائر، والإصرار عليها كبيرة لا اجتناب الشرك فقط، إلا من مات بعد توحيده وقيل وجوب فرض فعل، أو ترك الشهوات الشاغلة من الطاعة، وضعف ما قيل من أن المراد بالتفوى ترك الإعراض عن الله، وخالدين بمعنى مقدرين الخلود، وصاحب الحال الذين قبل، أو جنات، أو نعت جنات، في قراءة كسر جنات على أنه بدل خيرا، أي جنات موصوفة بأنهم خالدون فيها، وعليه فلم يبرز الضمير مع جريان الوصف لغير ما هو له، لظهور المراد، وهذا على قول الكوفيين كما هو وجه فى
أجرا حسنا ماكثين فيه
[الكهف: 2، 3]، ولو برز لقيل خالداهم وماكثاهم، والمراد بتطهير الأزواج جعلها غير مقترنة بما يستقذر كالحيض، ورطوبة الفرج، والبصاق، المنى مع لذة الجماع، لا يدرك أحد غايتها، والوسخ، ودنس الطبع، وسوء الخلق، وقدم الخلود عن الأزواج هنا، وأخر فى البقرة، لأن النساء من جنس ما يشتهونه فى الدنيا فذكرت بأن حالها مخالفة للنساء التى يشتهونها فى الدنيا، ولذا خصت بالذكر من بين النعم التى تفهم من ذكر الجنة، وأيضا ذكر الجنة، وأزال خوف الفوت بذكر الخلود وذكر بعض نعمها. ومنها الأزواج، فبين أن نساء الجنة الآدميات والحور ليس فيهن ما فى الدنيا من الكدر، وللذين خبر لمحذوف، أى ذلك الخير للذين، وجنات كذلك، أى هو جنات، أو جنات خبره للذين أو للذين متعلق بخير، وجنات خبر لمحذوف كما رأيت، ويجوز تعليقه بمحذوف نعت لخير، وعند متعلق بمحذوف نعت لخير، أو حال منه أو متعلق باستقرار للذين أو به لنيابته عنه إذا جعل خبر الجنات أو المحذوف نعتا لخير { ورضوان من الله } عظيم كثير، بمعنى إحسان، وهو فعل لله، أو نفى لسلب النعم، ولحلول النقم وإثبات لكونهم من أوليائه أبدا، وهو صفة لله عز وجل، وأخر الرضوان على سبيل الترقى، يقول الله عز وجل،
" يا أهل الجنة هل رضيتم؟ فيقولون: يا ربنا ما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك، فنقول جل شأنه: ألا أعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون، يا ربنا وأى شىء أفضل من ذلك؟ قال: أحل عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم أبدا "
{ والله بصير بالعباد } عليم بهم وبأحوالهم، فيجازى كلا من المطيع والمعاصى بما يستحق، أو المراد بالعباد الذين اتقوا، فلذلك أعد لهم الجنة، والأول لعمومه أولى، وعلى الثانى يكون قوله:
{ الذين } نعتا للعباد، وعلى الأول نعتا لقوله، الذين اتقوا، أو التقدير، هم الذين، أو أمدح الذين { يقولون ربنآ إننآ ءامنا فاغفر لنآ ذنوبنا } صغائرنا وكبائرنا { وقنا عذاب النار } المراد آمنا إيمانا تاما، وهو التوحيد وأداء الفرائض، واجتناب المناهى، أو آمنا وامتثلنا وانتهينا بحسب ما يظهر لنا، ويدل لذلك ذكر التقوى قبل. فلا دليل فى الآية على أن الإيمان، أى التوحيد، كاف مطلقا فى الغفران ووقاية النار، وأنت خبير بأن الإيمان يطلق كثيرا شائعا على العمل، كقوله تعالى:
وما كان الله ليضيع إيمانكم
Bog aan la aqoon