عن علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال: قال أهل الشام لمحمد بن الحنفية وقد برز في بعض أيام صفين: هذا ابن أبي تراب. هذا ابن أبي تراب، فقال لهم محمد بن الحنفية: اخسأوا ذرية النار، وحشو النفاق، وحصب جهنم أنتم له واردون، عن الأسل النافذ، والنجم الثاقب، والقمر المنير، ويعسوب المؤمنين، من قبل أن تطمس وجوه فترد على أدبارها، أو تلعنوا كما لعن أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا، أولا تدرون أي عقبة تتسنمون، بل ينظرون اليك وهم لا يبصرون، أصنو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تستهدفون، ضلت بكم! هيهات برز والله بسبق، وفاز بخضل محرزا لقصبات سبقه، فانحسرت عنه الأبصار، وتقطعت دونه الرقاب، واحتقرت دونه الرجال، فكر فيهم السعي وفاتهم الطلب، وأنى لهم التناوش من مكان بعيد.
شعرا:
فخفضا أقلوا لا أبا لأبيكم ... من اللؤم أو سدوا المكان الذي سدوا
وأنى تسدون مسد أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ شفعوا، وشبيه هارون إذ منحوا، والبادي ببدر إذ ابتدروا، والمدعو إلىخيبر إذ نكلوا، والصابر مع هاشم يوم هاشم إذ حصلوا، والخليفة على المهاد، ومستودع الأسرار:
Bogga 106