قالت: بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمرا فأتيتهم به فلم يرضوه، فلما أتيته به أبى أن يقبله.
فقال: يا عبد الله إنها خادمة وليس لها أمر فاردد إليها درهمها وخذ التمر.
فلم يعرفه الرجل وقام إليه ليلكزه، فقال له رجل من المسلمين: أتدري من هذا؟ هذا أمير المؤمنين، فانخزل الرجل واصفر لونه وأخذ التمر ونثره، ورد إليها درهمها، ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني.
فقال: ما أرضاني عنك إن أنت أصلحت أمرك. ثم مشى حتى توسطهم فقال: يا أصحاب التمر أطعموا المساكين وابن السبيل فإن ربحكم يربو. ثم مشى حتى أتى أصحاب السمك فقال: ألا لا يباع في سوقكم طاف.
ثم مشى فأتى قوما يبيعون قمصا من هذه الكرابيس (ثياب خشنة) فابتاع قميصا بثلاثة دراهم فلبسه فكان ما بين الرسغين إلى الكعبين، فلما وضعه في رأسه، قال: بسم الله والحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي.
فقالوا: يا أميرالمؤمنين، أشيء قلته برأيك أم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: لا بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول هذا القول عند الكسوة.
Bogga 96