285

الحمد لله الذي هو أول لا بدئ مما ولا باطن فيما ولا ممازج مع ما، ولا حال بما، ليس بشبح فيرى، ولا بجسم فيتجزأ، ولا بذي غاية فيتناها، ولا بمحدث فيتصرف، ولا بمستتر فيتكشف، ولا كان بعد أن لم يكن، بل حارت الأوهام أن تكيف المكيف للأشياء، من لم يزل لا بمكان، ولا يزول لاختلاف الأزمان، ولا يقلبه شأن بعد شأن، البعيد من تخيل القلوب، المتعالي عن الأشباه والضروب، علام الغيوب، فمعان الخلق عنه منفية وسرائرهم عليه غير خفية، المعروف بغير كيفية، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، لا تدركه الأبصار، ولا تحيط به الأقدار، ولا تقدره العقول، ولا تقع عليه الأوهام.

وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد الحسيني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه، قال: حدثنا أخي الحسين بن علي، عن محمد بن الوليد، عن محمد ابن أبي عمير، عن هشام.

Bogga 329