Taysir
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
Baare
زهير الشاويش
Daabacaha
المكتب الاسلامي،بيروت
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م
Goobta Daabacaadda
دمشق
Noocyada
Caqiidada iyo Mad-habada
قال: وعن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: "من مات وهو يدعو لله ندًا دخل النار" ١. رواه البخاري.
ش: قال ابن القيم: (الند): الشبه، يقال: فلان ند فلان ونديده، أي: مثله وشبهه انتهى. وهذا كما قال تعالى: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ٢. وقال تعالى: ﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ ٣.
أي: من مات وهو يدع لله ندًا، أي: يجعل لله ندًا فيما يختص به تعالى ويستحقه من الربوبية والإلهية، دخل النار، لأنه مشرك، فإن الله تعالى هو المستحق للعبادة لذاته، لأنه المألوه المعبود الذي تألهه القلوب وترغب إليه، وتفزع إليه عند الشدائد، وما سواه فهو مفتقر إليه، مقهور بالعبودية له، تجري عليه أقداره وأحكامه ﴿طوعًا وكرهًا﴾، فكيف يصلح أن يكون ندًا؟ قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الأِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ﴾ ٤. وقال: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ ٥. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ ٦. فبطل أن يكون له نديد من خلقه، تعالى عن ذلك ﴿علوًا كبيرًا﴾ ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ ٧.
واعلم أن دعاء الند على قسمين: أكبر وأصغر، فالأكبر لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وهو الشرك الأكبر. والأصغر كيسير الرياء، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، ونحو ذلك. فقد ثبت "أن النبي ﷺ لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت قال: أجعلتني لله ندًا؟ بل ما شاء الله وحده" ٨. رواه أحمد وابن أبي شيبة، والبخاري في " الأدب المفرد " والنسائي، وابن ماجة، وقد تقدم حكمه في باب فضل التوحيد.
_________
١ البخاري: تفسير القرآن (٤٤٩٧)، وأحمد (١/٣٧٤،١/٤٠٢،١/٤٠٧،١/٤٦٢،١/٤٦٤) .
٢ سورة البقرة آية: ٢٢.
٣ سورة الزمر آية: ٨.
٤ سورة الزخرف آية: ١٥.
٥ سورة مريم آية: ٩٣-٩٥.
٦ سورة فاطر آية: ١٥.
٧ سورة المؤمنون آية: ٩١-٩٢.
٨ أحمد (١/٢١٤) .
1 / 92