67

Taysir

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

Baare

زهير الشاويش

Daabacaha

المكتب الاسلامي،بيروت

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Goobta Daabacaadda

دمشق

والدعوات المبتدعة التي لا أصل لها في الكتاب والسنة كالأحزاب والأوراد التي ابتدعها جهلة المتصوفة. قوله: "وعامرهن غيري"، هو بالنصب عطف على السماوات، أي: لو أن السماوات السبع - ومن فيهم من العمار غير الله والأرضين السبع ومن فيهن - وضعوا في كفة الميزان، ولا إله إلا الله في الكفة الأخرى، مالت بهن لا إله إلا الله. وروى الإمام أحمد [٦٥٨٠] عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ أن نوحًا ﵇ قال لابنه عند موته: " آمرك بـ: " لا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ولا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله ". وفيه دليل على أن الله تعالى فوق السماوات. قوله: (في كفة) بكسر الكاف وتشديد الفاء من كفة الميزان. قال بعضهم: ويطلق لكل مستدير. قوله: "مالت بهن لا إله إلا الله"، أي: رجحت عليهن، وذلك لما اشتملت عليه من توحيد الله الذي هو أفضل الأعمال، وأساس الملة، ورأس الدين، فمن قالها بإخلاص ويقين، وعمل بمقتضاها ولوازمها، واستقام على ذلك، فهو من ﴿وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، [البقرة، من الآية: ٦٢]، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ ١. والحديث يدل على أن: " لا إله إلا الله " أفضل الذكر، كما في حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير

١ سورة فصلت آية: ٣٠-٣٢.

1 / 69