436

Taysir

تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد

Tifaftire

زهير الشاويش

Daabacaha

المكتب الاسلامي،بيروت

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ/٢٠٠٢م

Goobta Daabacaadda

دمشق

أنهم يرجون رحمة الله مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة فأما الرجاء مع الإصرار على المعاصي، فذاك من غرور الشيطان; إذا تبين ذلك، فقوله تعالى: ومن يقنط حكاية قول إبراهيم ﵇ لما بشرته الملائكة بولده إسحاق ﵇، ف ﴿قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾ ١. استبعادًا لوقوع هذا في العادة مع كبر السن منه ومن زوجته ﴿قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ﴾ أي: الذي لا ريب فيه ولا مثنوية، بل هو أمر الذي ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ٢. وإن بعد مثله في العادة التي أجراها فإن ذلك عليه يسير، إذا أراده، فلا تكن من القانطين، أي لا تيأس من رحمة الله، قال إبراهيم ﵇: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ﴾ ٣. فأجابهم بأنه ليس بقانط، ولكن يرجو من الله الولد، وإن كان قد كبر، وأسنت امرأته، فإنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك. قال السدي: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ﴾ ٤. قال: من ييأس من رحمة ربه. رواه ابن أبي حاتم ﴿إِلاَّ الضَّالُّونَ﴾ قال بعضهم: إلا المخطئون طريق الصواب، أو الكافرون، كقوله: ﴿لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ ٥. وفي حديث مرفوع: "الفاجر الراجي لرحمة الله أقرب منها من العابد القانط" رواه الحكيم الترمذي والحاكم في "تاريخه".
قال: عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ سئل عن الكبائرقال: "الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله".
ش: هذا الحديث رواه البزار وابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ: "كان متكئًا، فدخل عليه رجل، فقال: ما الكبائر؟ فقال: الشرك بالله" ٦. وذكر الحديث. ورجاله ثقات إلا شبيب بن بشر فقال ابن

١ سورة الحجر آية: ٥٤.
٢ سورة يس آية: ٨٢.
٣ سورة الحجر آية: ٥٦.
٤ سورة الحجر آية: ٥٦.
٥ سورة يوسف آية: ٨٧.
٦ أحمد (٦/٣٠٤) .

1 / 438