والقبض والبسطا ... والنهي والأمرا
علي ما أعدى ... سيوف عينيكا
كم أنب الأعدا ... بعذلهم فيكا
والحسن قد أبدى ... عذري بخدّيكا
بأحرف خطا ... لم تعرف الحبرا
أودعها نقطا ... بالمسك كي تقرا
ضن بإسعادي ... والشمس تحكيه
من بعد ميعاد ... أبدى الرضى فيه
وكان إنشادي ... خوف تجنيه
حبيبي قد أبطا ... من أمسك البدرا
عني قد أخطا ... واشغل السرا
-٤٩-
شاقني هذا العمل، وساقني إلى أن أبلغ منه الأمل، فاقتعدت غارب الغربة، وسرت منه في أقفر تربة، وقلت، وبالله التوفيق:
حبي الذي أعطى ... جماله البدرا
وحسنه غطى ... عليه فاستذرى
سين من الدر ... في ميم مرجان
رضابها خمري ... حياة جثماني
أقول من فكري ... في ما سبى العاني
من جعل السمطا ... في حقه خمرا
والريق اسفنطا ... أفنى بها سكرا
ذو منظر أبهج ... من قمر تم
بحاجب أبلج ... كالقوس إذ يصمي
وناظر أدعج ... كم فيه من سهم
رمى فما أخطا ... مقاتلي جهرا
وما أرى أسطى ... منه ولا أضرى
في وجهه تغدو ... للوجد أسباب
وعنده تبدو ... للصب أوصاب
وذلك الخد ... للحسن محراب
والمسك قد خطا ... في جنبه سطرا
وصير النقطا ... شاماته الخضرا
لم أنس إذ أهدى ... بقربه النعمى
وجدد الودا ... وأبعد الهما
وأكمد الضدا ... وزارني لما
شق الدجى مرطا ... وأطلع الفجرا
كاللمة الشمطا ... أو لبة العذرا
شموس أكوابي ... في راحة البدر
وخيل إطرابي=إلى المدى تجري
فقل لأترابي ... في غفلة الدهر
من يقبل الشرطا ... لا يأمن الدهرا
فربما أخطا ... وأخمد الجمرا
وغادة كحلا ... تهيم في أغيد
وحسنه أحلى ... بقده الأملد
قالت وقد ولى ... وعيشها نكد
يا ابني ايش هي ذي السخطا ... دعنا نذوق مرا
عد إنها غلطا ... قد زرت في كرا
-٥٠-
ومن ذلك موشحة لابن سهل الإسرائيلي، وهي:
يا لحظات للفتن ... في كرها أوفى نصيب
ترمي وكلي مقتل ... وكلها سهم مصيب
العذل للاحي مباح ... أما قبوله فلا
علقته وجه صباح ... ريق طلا عيني طلا
كالظبي ثغره أقاح ... مما ارتعاه في الفلا
يا ظبي خذ قلبي وطن ... فأنت في الأنس غريب
وارتع فدمعي سلسل ... ومهجتي مرعى خصيب
بين اللمى والحور ... منه الحياة والأجل
سقت رياض الخفر ... في خده ورد الخجل
غرسته بالنظر ... وأجتنيه بالأمل
في لحظه الساجي وسن ... أسهر أجفان الكئيب
والردف فيه ثقل ... خف له عقل اللبيب
أهدى لنا حر العتاب ... برد اللمى فالوجد قد
فلو لثمته لذاب ... من زفرتي ذاك البرد
ثم لوى جيد كعاب ... ما حليه إلا الغيد
في نزعة الظبي الأغن ... وهزة الغصن الرطيب
يجري لدمعي جدول ... فينثني منها قضيب
أأنت حورا أرسلك ... رضوان صدقا للخبر
قطعت القلوب لك ... وقيل: ما هذا بشر
قلبي جوى مضنى هلك ... بين التنائي والكدر
حبي تزكيه المحن ... أمر الهوى أمر عجيب
كأن عشقي مندل ... زاد بنار الهجر طيب
أغربت في الحسن البديع ... فصار دمعي مغربا
شمل الهوى عندي جميع ... وأدمعي أيدي سبا
فاصغ إلى عبد مطيع ... غنى لتعس الرقبا
هذا الرقيب ما اسواه بظن ... ايش لو أن كان الإنسان مريب
يا سيدي قم نعملو ... ذاك الذي ظن الرقيب
-٥١-
رنحت عطفي بأطرابها، وفعلت بي فعل أترابها، فأحببت أن أجري وراءها، وأجر في التوشيح رداءها، فقلت، وبالله التوفيق:
يا لفتة قد افتتن ... من أجلها الظبي الربيب
وقامة يعتقل ... منها القناة والقضيب
فجيده فات الظبا ... فأصبحت من جنده
1 / 20