91

Tawjih Nazar

توجيه النظر إلى أصول الأثر

Baare

عبد الفتاح أبو غدة

Daabacaha

مكتبة المطبوعات الإسلامية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1416 AH

Goobta Daabacaadda

حلب

والبرهان على صِحَة وجوب قبُول قَول الله ﷿ ﴿فلولا نفر من كل فرقة مِنْهُم طَائِفَة ليتفقهوا فِي الدّين ولينذروا قَومهمْ إِذا رجعُوا إِلَيْهِم لَعَلَّهُم يحذرون﴾ فَأوجب الله تَعَالَى على كل فرقة قبُول نذارة النافر مِنْهَا بأَمْره النافر بالتفقه وبالنذارة وَمن أمره الله تَعَالَى بالتفقه فِي الدّين وإنذار قومه فقد انطوى فِي هَذَا المر إِيجَاب قبُول نذارته على من أمره بإنذارهم والطائفة فِي لُغَة الْعَرَب الَّتِي بهَا خوطبنا يَقع على الْوَاحِد فَصَاعِدا وَطَائِفَة من الشَّيْء بِمَعْنى بعضه هَذَا مَا لَا خلاف بَين أهل اللُّغَة فِيهِ اهـ وَقَالَ فِي مُقَدّمَة كتاب الْملَل والنحل بعد أَن أبان أَن من البديهيات الَّتِي يشْعر بهَا الطِّفْل فِي مَكَان وَاحِد وَأَنه لَا يعلم الْغَيْب أحد وَمن علم فِي مكانين وَأَنه لَا يكون جسمان فِي مَكَان وَاحِد وانه لَا يعلم الْغَيْب اُحْدُ وَمن علم النَّفس بِأَن علم الْغَيْب لَا يُعَارض فصح ضَرُورَة أَنه لَا يُمكن أَن يَحْكِي أحد خَبرا كَاذِبًا طَويلا فَيَأْتِي من لم يسمعهُ فيحكي ذَلِك الْخَبَر بِعَيْنِه كَمَا هُوَ لَا يزِيد فِيهِ وَلَا ينقص إِذْ لَو أمكن ذَلِك لَكَانَ الحاكي لمثل ذَلِك الْخَبَر علاما بِالْغَيْبِ لِأَن هَذَا هُوَ علم الْغَيْب نَفسه وَهُوَ الْإِخْبَار عَمَّا لَا يعلم الْمخبر عَنهُ بِمَا هُوَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ كَذَلِك بِلَا شكّ فَكل مَا نَقله من الْأَخْبَار اثْنَان فَصَاعِدا مفترقان قد أيقنا أَنَّهُمَا لم يجتمعا وَلَا تشاعرا فَلم يختلفا فِيهِ فالبضرورة يعلم أَنه حق مُتَيَقن مَقْطُوع بِهِ على غيبه وَبِهَذَا علمنَا صِحَة موت من مَاتَ وولادة من ولد وعزل من عزل وَولَايَة من ولي وَمرض من مرض وإفاقة من أَفَاق ونكبة من نكب والبلاد الغائبة عَنَّا

1 / 130