456

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Noocyada

، والله أعلم.

وفي قوله تعالى: { فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك } [النساء: 84]؛ المعنى: فجاهد في طلب الحق نفسك، فإن في طلب الحق لا تكلف نفس أخرى إلا نفسك، وفيه معنى آخر: لا تكلف نفس أخرى بالجهاد لأجل نفسك؛ لأن حجابك من نفسك لا من نفس أخرى، فدع نفسك وتعالى فإنك صاحب

يوم لا تملك نفس لنفس شيئا

[الانفطار: 19]؛ وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم اختص بهذا المقام من جميع الأنبياء والمرسلين أن يكون فاني النفس، والذي يدل عليه أن الأنبياء - عليهم السلام - يوم القيامة يقولون لبقاء نفسهم: نفسي نفسي، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لفناء نفسه:

" أمتي أمتي "

، فافهم جيدا.

ثم قال تعالى: { وحرض المؤمنين } [النساء: 84] على القتال؛ يعني: في الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر، { عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا } [النساء: 84] ظاهرا وباطنا، فالظاهر الكفار، والباطن النفس، { والله أشد بأسا وأشد تنكيلا } [النساء: 84]، في استبطاء سطوات صفات قهره عند تجلي صفة جلاله للنفس من بأس الكافر عليها.

[4.85-87]

ثم أخبر عن بضاعة أهل الشفاعة بقوله تعالى: { من يشفع شفعة حسنة يكن له نصيب منها } [النساء: 85]، الإشارة فيها: إن من يشفع شفاعة حسن لإيصال نوع من الخيرات إلى الغير، فإنها من خصوصيتها أن يكون له نصيب منها؛ أي: فيه نصيبا من هذه الحسنة، فمن تلك الخصوصية قد يشفع شفاعة حسنة، { ومن يشفع شفعة سيئة يكن له كفل منها } [النساء: 85]؛ يعني: من تلك السيئة التي هي إيصال نوع من الشر إلى الغير فيها قد شفع شفاعة سيئة، كما قال تعالى:

والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا

Bog aan la aqoon